الى روح الشهيد سعيد العبادي
عمر كلاب
27-05-2007 03:00 AM
لا يحتاج دم زكي بهذا الوضوح الى شهادة مأفون كي يفهمه , ولا يحتاج نقاء سريرة اشبال واسود القوات المسلحة الى شهادة من ماجور لكي يعرفه.
سعيد العبادي شاب في مقتبل العمر رضع العزة من صدر اردنية حرة وتربى في مدرسة هاشمية الولاء والحكمة وعلى يد اردني اسمر كان في ساحات العز فارسا لا يلين وارتسم على راسه التاج طويلا وفي قلبه دائما.دم سعيد الاحمر بالوان العلم والنقي كحرف في مصحف حاول البعض الولوغ فيه لصالح حسابات لئيمة ما انفكت تقطر سما وحقدا على وطن رضع كل الطيب وعلى وطن حر كريم على هيئة ملوكه وسادته.
سعيد ,السعيد بشهادته عند ربه والواهب وطنه روحه والمانح ابيه فخرا وامه راية عز لا يحتاج الى من غرق في بحر الدم الملوث بالايدز لكي يحكي قصة دمه الزكي, فعلاقة الدم والهاشمية والاردن من كربلاء الى ساحات الاقصى معروفة ومشهودة ولن تنتظر موقعا يأكل من ثدي صاحبه لكي يصنف دمه .
امس وليس الامس ببعيد كان الهاشمي العذب كنسمة حب في بيت الشهيد يمسح دمعة ساخنة عن وجه امه ويشد من عضد عسكري محترف قضى في ساحات الفخار طويلا ويعلم انه نذر سعيدا الى مثل هذا الطهر منذ ان اصطحبه في ذلك الصباح الى الجندية نسرا يستحضر روح فراس العجلوني وينشد في طابوره الصباحي اهازيج الوطن .
البشا وبعيد لحظات من خروج المليك الاغلى معزيا صدمه الفاسدون بان حاولوا كما قال نقل طهر دم ابنه من راية الشهادة الى مستنقع المؤامرة التي عاش فيها عرب باعوا روحهم , عرب وباعوا كرامتهم , عرب اطاعوا رومهم.
في مفردة حين يتحدث ابناء هذا الوطن الممتد دحنونا على كل مساحاته يصمت من لا يتقن الا فن الارتماء في الحضون النتنة ولا يقبضون الا بوحل كراماتهم.
حين يتحدث ابناء الطهر الاردني كما هو اصل اسم ارضهم يصمت من لا يعرف له وطنا الا الدولار الملوث بابر المخدر وبقايا رذاذ ما اشتمه قبل الكتابة .
وحين يرتفع دم شهدائنا عاليا يسقط كل شيء الا نحن ففي زمن السقوط تسقط كل الاشياء الا نحن.