شرعنة المستوطنات بالعرف الترمبي
خولة كامل الكردي
30-11-2019 08:43 PM
في اعلان ترمب الاخير للسماح لإسرائيل ببناء المستوطنات، واعتباره عملا شرعيا لا يخالف القوانين الدولية، قضى على آخر ما تبقى من امل في إحياء عملية السلام، فالادارة الأمريكية يبدو أنها تسابق الريح لتقديم مزيدا من التنازلات لإسرائيل، فالانتخابات الأمريكية على الابواب، وترمب يحتاج إلى مساندة لوبي الضغط اليهودي في امريكا، لذلك يقدم تنازلات لم يسبقها إليه أحد من الرؤساء الأمريكيين، بخاصة في خضم اللغط الذي يصاحب إجراء محاكمة برلمانية علنية له، تحقق في مزاعم استخدام صلاحياته للضغط على الرئيس الأوكراني لابتزاز جون بايدن، المرشح المحتمل في الانتخابات القادمة.
لذلك يسعى ترمب وبكل جهده للحيلولة دون تمخض أي نتائج من تلك التحقيقات، عن طريق خطب ود جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على منصبه، وما التنازلات التي تعلن عنها الإدارة الأمريكية إنما يصب في نفس المسار، وبالمقابل يسعى نتنياهو إلى بناء مزيدا من المستوطنات، لاسترضاء الشارع الإسرائيلي واستمالة الأحزاب السياسية وتشكيل حكومته التي عجز عنها حتى الساعة، ولسد الطريق على التهم المنسوبة إليه بتلقى الرشاوى وخيانة الأمانة.
وما نتنياهو وترمب إلا رجلين مازومين يحاولان الهرب من الأزمات التي تلاحقهما بقضايا الفساد والخيانة. فبتصور ترمب تقديم تنازلات لنتنياهو يعني إنقاذه من الأزمة الخانقة التي يعيشها، وتقديم طوق النجاة له وتلميع صورته، يسوقها نتنياهو بدوره لتشكيل حكومة بات من المستحيل تشكيلها.
على الجانب الآخر تتصاعد الأصوات في اسرائيل للمطالبة بمحاكمة نتنياهو واقالته، وما صدر عن الجهات القضائية الإسرائيلية، إلا بمواصلة البحث عن ملفات فساد تورط فيها نتنياهو وزوجته ساره، ومع محاولة أحزاب إسرائيلية كحزب ابيض أزرق للاستفادة من الأزمة التي يعيشها نتنياهو، وتحويل الأمور لصالحه وتشكيل حكومة وفق أجندته.
وعلى الجانب الأمريكي ذاك الصراع الدائر بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي للهيمنة على السياسة الامريكية لإدارة الدفة في البلاد وفق نهج وسياسية كل حزب، فالحزب الجمهوري يتعرض للمرة الثانية لتهديدات بعزل الرئيس وهو من الحزب الجمهوري، مع محاولات الجمهوريين المستميتة لدفع التهم الموجهة لترمب، وذلك لقطع الطريق على نوايا الحزب الديموقراطي لتنفيذ أجندته، الذي لن ينسى على ما يبدو ما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون والرئيس أوباما، من إتهامات وانتقادات لاذعة وهجوما من قبل الحزب الجمهوري، حتى وصل الأمر إلى محاكمة الرئيس السابق كلينتون وكان على وشك أن يتم عزله .