ذكرتني بالغوالي .. ياسمو ولي العهد
عبدالسلام الطراونة
30-11-2019 12:40 PM
اعترف يا سمو الأمير الحسين ابن عبدالله بأنك من خـلال مسعـاك النـبيـل المتمـثل بالزيارة لضريح الشهيد وصفي التل قد استدرجت قلمي الصائم عن البوح والكلام منذ زمن بعيد لسبب أدريه وأسباب لا ادري مراميها !!
فقد أستدرجتني يا سمو ولي العهد للبوح والكـتابة حين رأيـت بـالامـس الحـسـيـن في اهاب الحسين يلقي السلام على رمـز كـبـير ويقرأ الفاتحة على ضريح شهيد الوطـن والأمة والقضية.. فـقد ذكرتني مشيتك العسكرية وخطواتك الواثقة بالـحسـين البـانـي طيب الله ثراه والـذي علمنا بـأن الأردن وطن كبير بشموخه وقيادته وجيـشه العربي وناسه.. وطـن زوادته الأمـل والعمـل والشجاعة والـتسـامـح.. وملحمة بنـائه عمادها الصبر والقامات الباسقة والناس الطيبون.
فقد رأيت بعيني ومهجتي منذ يومين حبيب الشعب الحـسـين الغالي بين ظهرانينا في إهابك يا سمو الأمير وأنت تصـافح الناس صـغـارا وكبارا ممن تحلقوا حول ضريح شهيد الأمة وتبلغهم تحيات قائد الـوطن جلالة الملـك عبـدالله الثـاني وتـصـافح أيـضا قلوب ومهج المواطـنين في كـافة أرجاء الوطن من أقصى الأمل الى اقـصى الأمل!
ذكرتني يا سمو الأمير خلال زيارتك لوصفي الوطن الذي تجـسـد في قـامـة رجـل.. وصفي الوطن من لحم ودم.. وصفي الذي كان العضد المكين للنـاس والقضية والسند الأمين لقيادتنا الهاشمية.. ذكرتني بنصير الغلابى والمساكين والحـراثيـن.. وصـفـي السيف المصلت على رقاب الفساد والفاسدين.
ذكرتني يا حفيد الحسين بقامة جدك الحسين ومبسمه الزين.. وجـبيـنه الـعـالي الذي كان ينعش الأمل في النفوس بمجرد ظهوره وأطلالتـه البـهية.. فبـورك الحسيـنان.. الحسين الجد باني الوطن والنهضة والحسين الحفيد أمل الشباب والقدوه.
ذكرتني يا سمو الأمير بشهيد الوطن والأمة والقضـية الذي ألثم كـل صـباح شـمـاغه وفوتيكه العسكري ووصـفيته.. وألثم ومثـلي كثـيرون رائحـة الـمسـك التي تـفوح من عندم دمه الطاهر.
ذكرتني يا سـمـو ولـي العـهـد بالـحسـين الـغالـي الذي كـان يجـمع في إهـابـه السـهل والصعب معا.. نعم السهل والجبل.. فقد كان سهلا وحـنونـاً عـلى أبـناء شـعبه وأمته وصـعـبـاً عـلى العـاديات والأعـادي.. ذكرتني بـحرص جـلالـة الـحسيـن الـعـظـيـم طـيـب الله ثـراه على تكريم القامات الباسقة والرجالات الفذة التي تطاول السماء في شموخها وعـنفوانها!
ذكرتني يا سمو الأمير كيف يختلط الدمع المالح والندى الـعذب في مقلة العيـن معاً! وكيف يختلط الأحساس بالوجع والأمل في ذات الوجدان معا.. الوجـع بـفقـدان رمز كبير والأمل بأمير الشباب وهو يقوم بمسعى عظـيـم.. ذكرتـني بـوصفي المـهيوب والخالد في القلب والوجدان والذي كلما تنفس الصباح نرنو الى الأعلـى ونـهـتف مع نجمة الصبح معا : ها أشراقة الصباح الزين ! هـاطلة وصفي ! هاصـبـاح الـوطـن ! هاطلة أخو عليا ! فأعذرني يا سمـو الأمير اذا أختـلـط مالـح الـحـزن مـع عــذب الحبور في المهجة الواحده.. أعذرني فقد غالبني الدمع لأن هوى(وصفي) تحداني !
يا صاحب السمو : لقد أثـلجت صـدور كـل الناس بزيارتك لضـريح شهيد الأمة فـلك منا جميعا التحية المـمـزوجـة بالمحبة والثـنـاء المـوشى بالـتقدير والـدعـاء الى العلي القدير بأن يحفظك أميرا هاشميا محبوبا نعقد عليه الأمل في ظل قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني اطال الله عمره.
وفي الختام اود أن ابوح لسموكم بأن امنية تعتمل في خاطري منذ زمن طويل وربما حان وقت البوح بها مـنـطـلـقاً في ذلـك من أمل الـشباب بكم وتعلق الناس بشخصكم المحبوب .
والأمنية، يا سمو الأمير، مفادها إعادة إنتاج معسـكرات الحسـين لـلشـبـاب والـفكر والثقافة.. هذه المعسكرات التي تحمل أسما كبيرا وغاليا على قلوب الجميع مثلما تحمل هدفا ساميا عول جلالة الحسين العظيم على ديمومته آمالا عريضة وأن تشمل هذه المعسكرات بأهتمام ورعاية سموكم لأنها ستغدوا بأيد امينة.. نعم تغدوا رايتها في يد الحسين الحفيد أمير الشباب والفطنة الذي يذكرنا بالحسين الجد باني نهضة الأمة والرمز الخالد في القلب والوجدان.
بورك مسعاك يا سمو الأمير وعين الله ترعاك.