إلى وزير الريادة .. أين أنت من الرياديين
د.خليل ابوسليم
29-11-2019 01:06 AM
لقد دعمنا الفن والفنانين عربيا وعالميا، واستقبلنا على أرضنا الطهور كل ذي فن هابط وكل ذي فجور، وفتحنا لهم كل الأبواب الموصدة، وأغدقنا عليهم من الأموال ما لم نبذله للمشردين والمكافحين على ارض الوطن الطهور، لدرجة أننا سخرنا إمكانيات هائلة على كافة الأصعدة لدعم إحدى الفنانات للمنافسة على لقب سوبر ستار العرب، وبعد الفوز نظمت لها الاحتفالات وكأنها فاتحة للأندلس!!!
وفي الوقت نفسه ما زلنا ندعي أننا ندعم الشباب والرياديين في شتى المجالات والميادين، ومن أجل ذلك أعدنا تسمية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باسم الريادة والرياديين، وحتى لا يبقى هذا الادعاء مجرد فقاعة هلامية ويافطة ترفع على مباني شاهقة، فمن باب أولى أن يتم توجيه الدعم المزعوم لعلمائنا المميزين على مستوى العالم.
إن ما دعاني لكتابة هذه المداخلة هو قيام شركه FierceWireless com بتبني استفتاء عالمي لحقل الاتصالات في العالم فاختارت بعد تمحيص 26 مهندسا يمثلون نخبة من الصفوة والمشهود لهم بالكفاءة المهنية والمساهمات الفاعلة في هذا الميدان وكان من ضمن هؤلاء المهندس الأردني طارق أمين والذي يعمل مديراً فنيا CTO في اكبر شركة يابانيه تعنى بتطوير الجيل الخامس من شبكات الاتصال، ألا وهي شركهRakuten Mobile’s.
لقد تمكن هذا الشاب الأردني الطموح ومن خلال عمله في كبريات شركات الاتصالات في أمريكا والهند وحاليا في اليابان أن يتفوق في هذا الاستفتاء على هؤلاء المهندسين وقد وصل الآن إلى المرحلة النهائية حيث انحصر السباق الماراثوني بينه وبين مهندس أمريكي ومن خلال متابعتي لهذا الاستفتاء فقد كان جل داعميه من الهنود واليابانيين والأمريكان ومن معارفه وأقربائه في وطننا الأردني.
رسالة برسم العتب تحمل قدرا من العشم والمحبة أوجهها لوزارة الريادة متسائلا، أين أنتم من هذا الأردني المبدع؟ ألا يستحق هذا الشاب الأردني أن نساهم في هذه الحملة لينفرد بالمركز الاول على مستوى العالم وفي هذا تكريم للوطن الأردني لتبقى راياته خفاقة اللواء وهاجة الضياء في أصقاع المعمورة، حيث واقع الحال يغني عن ألف مقال.