الفیس بوك الذي أتعب الحكومة
عصام قضماني
29-11-2019 12:59 AM
هذا أسبوع آخر شيق وشائك، تعبت فيه الحكومة من ملاحقة الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي، بصراحة لو كنت في مكان الوزراء لوضعت نظارة 3 دي وملت للاسترخاء قليلا من متابعة ما يجري في العالم الافتراضي، وأنا هنا أدعو مؤسسات الجوائز الدولية وبراءات الاختراع وعلى رأسها وكالات تصنيف عجائب الدنيا السبع، لمتابعة إبداعاتنا على مواقع التواصل لفاز عدد لا بأس به من المبدعين لخصوبة خيالاتهم ولحصدنا الجوائز الأولى في براءات الإختراع وفي أفضل قصة مبتكرة ولتبوأنا صدارة عجائب الدنيا السبع بدلا من البترا وأهرامات مصر وبرج إيفل وحدائق بابل وسور الصين العظيم.
أدهشتني الاستجابة السريعة لرئيس الوزراء على قصة ربما تجاوزت حكايات ألف ليلة وليلة حول سائحة البترا المليونية من أن وزيرة السياحة مجد شويكة رتبت لصديقة لها أن تكون الزائر رقم مليون لمدينة البترا.
الرزاز تواصل على الفور مع شويكة، واستفسر عن مدى صحة هذه الاقاويل، والوزيرة بدورها نفتها جملة وتفصيلا واقسمت باالله بعدم معرفتها بالسائحة الأميركية قائلة «اقسم باالله ما بعرفها» فاستحق النفي أن يذاع.
هل تستحق القصة هذا الانشغال، دعونا نتخيل كيف افترضها العالم الإفتراضي:- الوزيرة تتصل بصديقتها في محل إقامتها بالولايات المتحدة الأميركية وتطلب منها أن تكون الزائر رقم مليون لكن يتعين عليها أن تختار عريسا وتتزوجه في يوم كذا وتشتري لهما تذكرتين بتاريخ كذا الى عمان وتجلس في الفندق حتى يوم كذا تتحرك في اليوم الموعود الى البترا بباص جت أو بسيارة سياحية أو على كيفها لتصل الى البترا في الساعة كذا وفي الدقيقة كذا عليها أن تقف على الشباك فتذكرة رقم مليون بانتظارها فتشتريها لتفوز.. يا سلام.
الوزيرة تترك كل انشغالاتها ومواعيدها وعملها لترتيب هذه الصدفة كما يجب أن تكون والجائزة دخول مجاني مدى الحياة للفائزة الأميركية، أي أن على العروس الأميركية أن تقطع في كل عام تذكرة سفر ذهابا وإيابا من الولايات المتحدة الأميركية بأسعار الموسم فقط كي تدخل الى المدينة الوردية ببلاش.. يا سلام !!.
عالم افتراضي فعلا
في خبر أخر عجيب غريب، أضطرت وزارة النقل الى نفي أن الوزير الجديد قد استسلم للنوم أو للقيلولة، في جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي، فالوزير الذي يرتدي نطارة ذات إطار أسود ظهر وكأنه نائم بينما كان يكتب ردا على سؤال نيابي في الدقيقة 14 و22 ثانية فاضطر أن يميل قليلا ليكتب ملاحظة فكان هناك من يترصد اللقطة فاصطاده بمظهر النائم.
طبعا الوزير والوزارة إنشغلا نهار اليوم التالي، فتم استرجاع اللقطة وأنفق الخبراء وقتهم اللازم في ارتجاع استجلاء الحقيقة فثبت أن الوزير لم يكن غافيا... طيب إفرض مثلا يعني مثلا أن الوزير غفا قليلا، وإفرض مثلا يعني مثلا أنه نام كثيرا أو قليلا، بصراحة أجواء قاعة القبة وتصميمها تغريان على النوم وإن ذهب أحد المتخصصين ليدرس تكوين القبة وتيارات الهواء فيها بسبب علوّ السقف والإضاءة لوجد أنها من أنسب الأماكن للنوم، لكن طبعا ليس هذا هو المقصود من تصميمها على هذا النحو بل القصد هو خلق بيئة مريحة تمكن السادة النواب من التفكير بعمق وراحة وهدوء فيما أوكل إليهم من مهام، فالقوانين والتشريعات تحتاج الى هدوء أعصاب واسترخاء وما يحدث في بعض الأحيان من عصبية زائدة سببها كثافة الأوكسجين ليس إلا.
المهم الوزير لم يكن نائما، لذا اقتضى النفي
أخيرا نفت وزارة العمل صحة ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية حول دعوتها للعاملين خلال الفترة ما بين عام 1990 وعام 2019 للحصول على مبلغ بقيمة 1499 ديناراً، حيث يتم الدعوة للتسجيل من خلال رابط الكتروني مزعوم بهدف الحصول على هذا المبلغ.
أنظر الى الرقم 1499 دينارا وليس 1500 مثلا، يا سلام كم إهتم ناشر الخبر المفبرك بالدقة، على الأرجح لجعله قابلا للتصديق والواقعية.. سأكتفي بهذا فالأمر كله لا يحتاج الى تعليق ليس من جانبي وليس من جانب أحد غيري أيضا.
(الرأي)