وصفي التل من مدرسة الهاشميين
محمد يونس العبادي
28-11-2019 11:20 PM
إن دراسة سيرة وصفي التل تعبر سمات رجل الدولة الذي آمن بالوطن والعرش الهاشمي وانتمى إلى مدرسة الإدارة الحكيمة لموارد الوطن إلى جانب الإيمان به وباستقلالية قراره.
فوصفي التل ينتمي إلى مدرسة عرار التي آمنت بالشعب الأردني ومقدرته على خلق التغيير والريادة، وخصوصية الهوية، التي يمتلكها، وأن الأردن يشكل نسيجاً ما بين شعب نقي بمعدنه وعروبته النقية وإيمانة بالمبادئ والمُثل العليا، وأن القيادة الهاشمية بما تمتلكه من شرعية ومشروعية ومشروع هي تحمل مبادئ الأمة وضماناتها.
وهذه المدرسة السياسية الأردنية عبر عنها وصفي التل بأبهى صورة، وأن الأردن مستقل وحر بإرادته وقراره، وعلى هذه المبادئ كان قراره بضرورة أن يكون الأردن قوياً فخدم الوطن والعرش الهاشمي.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى مقام الشهيد وصفي التل، كتعبير عن هذه السياسة الأردنية الملتزمة تجاه وطنها وامتها، متمثلة بمبادئ الأردن الحقة التي آمن فيها رجاله.
فالهاشميون أوفياء وطريقتهم بالحُكم غنية بالعبر والدروس، القارئ المنصف للتاريخ يدرك ذلك بالتوازن الذي كانوا على الدوامن يقدمون صيغته وليس على المستوى الأردني وحسب، بل عربياً ودولياً، وهذا مثله الملوك الهاشميون عبر عقودٍ من تاريخهم.
وهي زيارة تحمل دلالات أبرزها ضرورة العناية بسيرة وصفي التل وتوثيقها وإبراز الجانب الذي يفيد حاضرنا ومستقبلنا منها.
واليوم، وأمام الذكرى الثامنة والأربعين لإغتيال وصفي التل (رحمه الله) ندرك الحاجة إلى قراءة التجربة بشكل بعيد عن العاطفة المشحونة وما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي من استحضار عاطفي – على أهميته- باتجاه تأصيل هذه السيرة والأدوار لهذه الشخصية الوطنية بشكل أكاديمي ينصفها ويعطيها حقها ولا يجعل منها رهين تخمينات ومتخيلات وحاجات آنية لم تكن منصفة لصاحب السيرة الذي كان أوفى ما يكون للأردن والمبادئ التي تأسس عليها.
وصفي التل، في ذكراه أحوج ما نكون إلى الكشف عن وثائقه وصياغة روايته ورؤاه فرموزنا الوطنية عظيمة وامتلكت وأسست أسلوب إدارة وحُكم يستحق تأمله والبحث عن صيغة تفسره للتاريخ والحاضر والمستقبل.
وفي هذا المقام نستذكر قول الملك حسين (طيب الله ثراه) في افتتاحه احدى مؤتمرات تاريخ بلاد الشام في سبيعنات القرن الماضي، بقوله "إننا بحاجة لدراسة التاريخ حتى لايكون عبئاً علينا أو نكون عبئاً عليه"..
دام الوطن عامراً برجالاته الاوفياء..