إنه وصفي الذي علمنا العشق ، اربدي اللون أردني الهوى ، و بسببه قدسنا الحزن الجميل ، فأي نوع من البشر أنت يا وصفي ، لقد كنت فارسا تطاحن من أجل الوطن و في كل موقف تخرج أنقى و أطهر.
لقد فرقت الفاسدين و المارقين بسياط صبرك و انتمائك ، و ها نحن ما زلنا نحزن في صراخ مكتوم و غير مكتوم ، نشرب دموعنا المعتقة على فراقك.
امتد حبل الزمن و مازال وصفي من قاطني التاريخ، الذي غرس الوطن في نفوس الأحرار ، و كيف أن يكون الحر قويا و مغوار.
ففي تلك البقعة العظيمة (الوطن) كان وصفي يقف على حواف الإنسانية ، يصرخ بدون صوت ، و يحدق باحتواء ، و يتألم لذاكرة المتعب و الجائع و المريض ، كان ذلك على طاولة همومه ساعيا لتحقيق جزءا من امنياته الصغيرة.
و صفي التل هو ابن شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار) و ما أدراك ما عرار ، شاعر التاريخ و الغجر ، و شاعر الوطن و الحب و السمر ، عائلة تجذرت فيها الوطنية دون أنانية و لا تبعية.
أحرار و حدوا أبناء الوطن في ظل الهاشميين و علموهم ان الوطن أمة لا تخذل و لا تهادن و أن الوطن و لاء و انتماء و ثقافة و أرض و روح تسكننا و لا تفارقنا.
أرى وصفي بيننا يحاكينا و يسرد لنا تفاصيل الوطن ، فعائلته العريقة يربطنا بها نسب كبير ، فعمته السيدة سعاد التل أخت مصطفى وهبي التل( عرار) هي زوجة عمي الشيخ فايز عزام العبيدات حفيد المناضل عزام جبر العبيدات ، فكلتا العائلتين يربطهما تاريخ وطني مشرف ، صنع أصول و مباديء وطنية.
ومنهم تعلمنا الوطن ، و مباديء الوطن ، فلا بغضاء و لا عنصرية ، و تفكير في دائرة الجسد الواحد الذي يبني و يرسخ الوطن على أوتاد لا تنهار من أشخاص مخلدين في الذاكرة.
و صفي يجري في شرايين الأحرار ، يحفرون اسمه بوشم الكرامة على أكتافهم ، يلصقون صوره في قلوبهم حتى يروا أنفسهم و صفيون مرابطون من أجل الوطن.
في ذكراك يا وصفي نشتم رائحة العروبة و نبتسم ، تصيبنا غبطة الفرح بأننا ما زلنا أحياء من أجل الوطن ، يلوح في أفقنا شهادة بشرف ، فلا تقلق هناك و صفيون كثر و كثر و لن يخذلوك يوما ، نم قريرا فالوطن بشعبه و قيادته العظيمة كبير و باق.