نسيت تاكل ؟ نسيت تشرب ؟ نسيت تلعب ؟
أسئلةٌ كان يوجهها أستاذ المدرسة حين كنتُ أنسى حلَّ الواجبِ المدرسي ، أو كانت في وقتها ذريعةً كنتُ استخدمها لانني لم احل الواجب متعمدا ، ولكن الآن وانا في الثلاثينَ من عمري أنسى الواجب ولست متعمِدا بل مجبوراً من ثقل الهموم والمتطلبات والأزمات.
نعم والدي كان يدرس على ضوء الشمعة وأنا درست على ضوء ( النيون ) وكان والدي يمشي عشرات الكيلو مترات للمدرسة وأنا ركبتُ السيارة والباص ، نعم الحياة أصبحت أسهل عمليا ! ولكنها أصبحت معقدةً ومتشابكةً علمياً.
أصبحت الطموحات أكبر ويا ليتها لم تكبر وإقتصرت على الزواج والبيت وبناء الاسرة والانجاب ، كبرت الطموحاتُ وزادت الاعباءُ وتثاقلت على الاكتاف الاهداف ، وكرهنا المستقبل ورجونا أن نعود للماضي حتى في اغانينا ( الا ليت الزمن يرجع ) ..
الشباب في هذا الوقت من الزمن في معركةِ ان اكون او لا اكون ، بين المطرقة والسندان ، بين الجميل والقبيح ، والاصلي والتقليد ، بين ويلات السرعة والتطور والتدهور الاقتصادي والرواتب المتدنية وبين المتطلبات المهولة وبين جُمَلٍ مثبطةٍ محبطةٍ يسمعونها في اليوم الف مرة ، وبين المستحيل والحقيقة وتصديق مقولة : أن لا شيء مستحيل .
المستحيل أن تتذكر طريقك للمنزل وأنت تفكر بطريقة شراء منزل والتخلص من عذاب الايجار ، المستحيل أن تتذكر واجباتك في عملك وأنت تبحث كل يوم عن عمل يليق بطموحاتك ، المستحيل أن تتذكر مناسباتك وارتباطاتك وتواصلك مع الاصدقاء وأنت تبحث عن ذاتك !!
نسيت العب يا أستاذي ونسيت آكل ونسيت أشرب .. أنا وين ؟