عبد الفتاح طوقان لمن لا يعرفه
05-12-2009 03:09 AM
اكتب هذا المقال شكرا ل"عمون " التى تابعت ما حدث معي من كارثة وقت حضوري الى دبي و انا افاوض بنك لتسديد مبلغ مالي ، و بيني و يبنه مراسلات و تأكيدات على المراجعه و اعادة الجدولة و عدم وجود مطالبة ، لافاجيء باسمي موضوع على قائمة المطلوبين المحليين في دبي ، و بالمناسبة هم كثر ، و اغلبهم فر هاربا من المديوينة ، في الوقت الذي عدت الى دبي لقناعاتي بأن دبي قادرة على النهضه و العودة الى مسارها الطبيعي ، و ان الازمة هي مؤقته ، و ان الحاقدين عليها كثر ، و الحاقدين على من يعمل بها اكثر ، لانها نموذج متميز وغير متاح الا للمتميزين من دول العالم ، و لكن الظروف العالمية اتت بما لا تشتهي به السفن ..
و لقد قرأت التعليقات التى زادت عن مئة تعليق ، ووصلتني تعليقات لم تنشرها العزيزة "عمون " و هذا حق لها ، بالاضافة الى رسائل خاصة زادت عن ما نشر في عمون ، منها الايجابي و السلبي ، و اهتممت بالرد على بعض منها ، و حيث ان الرسائل تتشابه في بعض منها واصبحت باعداد كبيرة ، ارى ان الادب و الاخلاق هو في الرد عليها ، كما و ارى حق الناس في النقد و التعبير ، واؤمن باهمية تناول القضايا ، و اكثر من مرة قلت لاخي سمير الحياري رئيس تحرير "عمون " الالكترونية ، انشر كل ما يصلك فان حرية التعبير اهم من شخصي و اهم ممن يؤيديني او يعارضني ، حيث يجب ان نؤسس لثقافة الديمقراطية و حرية التعبير عوضا عن ثقافة الاتهام و الكيل و الحقد و الواسطة ، فأجابني : نحن لا نقبل الاساءة لك او لغيرك فهل تقبل ان ننشر ما يسيء لك ، و جاءت اجابتي واضحه ، ايها الاخ العزيز الوطن فوق الاساءة ، و الحرية فوق الحق الشخصي ، و الانفتاح الديمقراطي فوق المصلحة ، و الاهم نحلم بوطن يعبر فيه كل شخص عن رأيه و ان يكون جريئا بوضع اسمه و عنوانه و ان يتقبل ايضا الرد عليه .
و اعود لا تحدث لكم ، قائلا ان عبد الفتاح طوقان هو ابن احمد طوقان رئيس وزراء الاردن في وقت حرب ايلول ، و قد درس في كلية مجتمع بريطانية و تخصص في هندسة صيانه الطائرات و عمل في الملكية الاردنية و من ثم افتتح جراج لتصليح السيارات ، و بعدها بسنوات توفى ، وكان صاحب نكته و وشخصية محببه ، و في غاية اللطف رحمه الله . و هو شقيق معالي الدكتور فواز طوقان الوزير السابق و عديل دولة طاهر المصري سابقا . و كثيرا ما كان يتردد الاسم بالخلط و الاخطاء التى احيانا طريفة واخرى غير طريفه بتاتا.
اما انا ، فأنا لست هو و بالتالي لا املك اي شبر ارض في داخل او خارج الاردن ، و ليس لي في الحياة الا عملي ووظيفتي و طموحي، و هذا ينفي عني اراض الصويفية و حسابات البنوك ، و اسمحوا لي في ردي على ما كتب ان اذكر ما يلي :
اولا: لم احصل في اي يوم من الايام على اي قرش من الحكومة الاردنية ، و لا على بعثة او منحه او مكافأة ، و عندما حصلت على 97.6% في الثانوية العامة , كنت من الاوائل ، تفضل مشكورا سمو الامير رعد حفظه الله ، كبير الامناء في الديوان الملكي العامر و في لقاء بمكتبه الخاص ان عرض على منحه دراسية في الجامعة بالاردن لدراسة الطب ، و شكرته على جميله و حسن معروفه لقناعاتي بأن هناك من يستحق للبعثة و المال اكثر مني .
ثانيا : انهيت تعاقدي مع القوات المسلحة الاردنية ، و انا مدين بالفي دينار ، و عندما شرفنا سيدي سمو الامير الحسن يوما في احد القواعد ، و كنت مثل كثيرين غيري ، سيارة بالتقسيط و كمبيالات للبنك و مصاريف ، سئلت مثل غيري ، هل ينقصك مالا او تريد شيئا ، و هو سؤال كانت دوما الاجابة عليه ، يمينا بالله ، ان اكتافي من الهاشميين و انني جندي في خدمة الحسين ، و الحمد لله على كل شيء ، و تكرر الحديث عند وفاه عمتي حيث عرض على من الديوان الملكي التكفل بمصاريف الجنازة و العزاء لانها مؤسسه للاتحاد النسائي الاردني ، و للهلال الاحمر الاردني ، و لعبت دورا مهما في الحياه النسائية في الاربعينات و الخمسينات ، و كان المبلغ "الف دينار : و شكرت مندوب سيدي سمو الامير و اعتذرت عن قبول المبلغ بأدب في ساحة المنزل ، لقناعاتي باحقية غيري و رغبتي في سداد فضل تلك السيدة العظيمة في الوقوف الى جانبي من حر مالي.
ثالثا:تسلمت العديد من الوظائف و التى لها علاقة باموال و ميزانيات كبيرة، مثل العمل في مشاريع سلاح الجو ، الاسكان العسكري ، سما دبي ، لجنة الاستثمار في دبي ، و كانت الاموال تسير بين يدي و لكن و الحمد لله كنت امينا في التعامل معها، صادقا مع ربي و نفسي و خرجت من كل وظيفة و انا اكثر دينا و مديونية و لم تمتد يدي يوما الى اي مال غير راتبي ، و عندما اسست شركه هندسية ، رفضت ان اكون الا المستشار الامين ، في الوقت الذي كان البعض شريكا للمقاول و حقق الملايين ، و المكان لا يسمح بذكر الاسماء هنا .
رابعا :في لقاء مع دولة الرئيس احمد عبيدات ، قلت له ان العمل في ادني وظفية بالاردن ، هو اشرف و اجمل و اقرب الى قلبي ، و انني اطمح دوما للبقاءفي هذا الوطن العظيم ، لانني من رأسي الى اخمص قدمي ملكي هاشمي عاشق لترابه و جباله و اهله ، ولكن الظروف و الواجبات و المصاريف كانت هي الدافع وراء العمل في الخارج .
خامسا : عندما عملت في دبي ، اصبح ابنائي في عمر الجامعات ، و تم ترتيب خطه مع البنوك للحصول على قرض من اكثر من بنك لاجل تعليمهم في ارقى الجامعات لقناعاتي بأن العلم هو الاساس ، و هو المستقبل ، خصوصا و ان تخصصاتهم هي ما تدعو له جلالة الملكة رانيا في مخاطبتها للغرب و في امريكا تحديدا ، و كانوا من المتفوقين . و لم احصل لاي منهم على بعثه من الحكومة الاردنية او من الديوان الملكي ، او القياده العامة ، و اكتفيت بالعمل الجاد ، و بترتيب القرض و العمل على سداده , و كان ذلك متاحا لفضل دبي و بيئتها ، و لكن ما حدث هو ازمة ادت الى ترميج اكثر من 2500 شخص ، و لم يعد بالامكان اللالتزام بسداد دفعات القروض لعدم وجود دخل، و لم يعد تأمين الحياه شيئا سهلا . و حدث ماحدث.
سادسا : طبيعتي الالتزام ، و عدم الهروب من المسؤولية ، و هو ما دفعني للبقاء في دبي و من ثم العودة بعد زيارة خارجية ، و بعد الاستماع الى خطاب حاكم دبي رئيس وزراء الامارات ، و الذي اجد نفسي متلاصقا بروئيته ، مقتنعا بتوجاهاته و احلامه في النموذج الرائد للامارة ، خصوصا و ان جلالة الملك عبد الله اعلن في اكثر من مناسبة ان نموذج دبي و رؤية الشيخ محمد بن راشد هي فخرا لكل العرب . عدت بكل ثقة في دبي ، في وقت هرب العديد تاركين الالتزام و المديوينة ، و لكنني لست ممن لا يسددون الالتزام . و هو نفس الشيء الذي حدث في حرب الخليج عندما عدت الى الاردن وقت ان تم دعوة الاحتياط في الوقت الذي اعتبر البعض الاردن شنطة وفر هاربا ، و حققوا الملايين و عادوا الينا في صورة مسؤوليين كبار و اكثر ، و ايضا لا مجال لذكر الاسماء هنا .
سابعا : كتبت اكثر من الف مقال في اهم الجرائد العربية و الدولية ، و كنت ضيفا دائما على اكثر القنوات الفضائية شهره و فضاءا متسعا و لم احصل في يوما ما على مبلغ مالي او قرشا زائدا ، و كل ما حصلت عليه كان في حدود 15 دينار لمقالات كتبتها في الرأي لفترة و لم تلتزم الرأي بالسداد بعدها، و مائتين دولار عن مقابلة في الفضائية السودانية عن العلاقات الامريكية السودانية خلال خمسين عاما ، مقابل دراسة وبحث استغرقت يومان ،و اقصد اننى لست ممن يتاجروا بالمقابلات و لا املك ملايين كما يدعي البعض . لم تكن مكافأتي 700 دينار عن الحلقة , لم يكن مقالي مدفوع الاحر بقيمة 500 دينار ، و لم تكن تأتيني مغلفات بسيارة الى منزلي ، و انما كانت كتابات شكر اعتز بها من المرحوم دولة الامير زيد بن شاكر ، نائب رئيس الوزراء المرحوم ذوقان الهنداوي ، مدير المخابرات الاردنية الفريق سميح البطيخي ، مكتب سمو الامير الحسن ، معالي وزير الخارجية ناصر جودة ، و غيرهم مع حفظ الالقاب و مكالمات معنوية من السيدة ليلى شرف ، د.سمير مطاوع ، د.جوادالعناني ، د.هاني الملقي ، مروان دودين ، د.خالد الكركي ، د.صالح رشيدات، د.ريما خلف ، اللواء فوزي المعايطة ، اللواء سميح بينو، ، مدير التلفزيون الاستاذ احسان رمزي و اخرين مع حفظ الالقاب ومن محمود و خالد و فيصل و سها و فاطمه و علياء و بدور و غيرهم من ابناء و بنات الشعب الاردني العظيم و البسيط.
و لعل كلمة دولة الاستاذ زيد الرفاعي بحضور الاستاذ هاشم خريسات مديرا للتلفزيون هي الاكثر تأثيرا في نفسي عندما قال لي :" اعتز بصوتك و ارائك التى تلعلع على الشاشة الاردنية ". فماذا حدث ؟.اين الضمير ايها الاخوان ؟
في النهاية ، الملخص هو 30 صفحة في ملف امني و مراجعه منتظرة مشرفه ، هجوم مبرمج دون مبرر ، مديوينة ، غربة خارج الوطن ، و لكن يبقى عبد الفتاح طوقان لمن لا يعرفه قارئا شغوفا بكل ما ينشر في الخارج ، طموحا ، صامدا اما اعصار اغتيال الشخصية ، مكافحا في الحياه ، مؤمنا بالوطن الاردني الديمقراطي ، منتمى للهاشميين ، شاكرا لكل ناقد و مادح ، متطلعا الى اليوم الذي تتحقق فيه الغاء 30 صفحة امنية ، تحقيق الحلم الديمقراطي ، تسديد المديونية ،هدفه هو تخريج ابناء صالحين لخدمة الاردن اولا و العالم العربي و الغرب ، في ابهى الصور العلمية ، و في سيمفونية موسيقة تعزف لحن " خلود الصمود لاجل النجاح بدون واسطه ، بدون غش ، بدون سرقات ، بدون تنازلات ، بدون سقوط ، بدون عنجهية ، بدون فضل من احد الا من الله سبحانه و تعالى .
شكرا لعمون ، و لكل من هاجمني و هو لا يعرفني او يعرفني ، ولكل من كتب مؤيدا ، و لكل من لفق تهما لا علاقة لي بها تشويشا..
يبقى عبد الفتاح طوقان هو واحد من "الناس" العاديين ، يحب و يكره ، يكتب و يقراء ، هو اردني حتى النخاع لا يملك الا جوازه الاردني ، و هو من الطبقة التى لم ترث ابيها رئيس الوزراء او الوزير منصبا او جاها او ارضا او مالا ، مؤمنا بغد اردني افضل و مشرق تحت الراية الهاشمية الى نستظل بها.
لكم جميعا الشكر.
aftoukan@hotmail.com