المثقف والسلطة في احتفالية اربد ؟
27-05-2007 03:00 AM
هل توجد نقطة تلاق بين المثقف والسلطة ؟؟ وان وجدت هل يمكن ان تشكل انطلاقة للطرفين باتجاه خدمة الثقافة ؟؟ ام تتحول الى مفترق طرق عنده كل يذهب الى مرماه ؟؟.التساؤل ، استوجبته حالة فشل ذريع ، ما تزال سائدة على صعيد " مدينة الثقافة الاردنية لعام 2007 " مدينة اربد ، التي اثار عدة زملاء من المثقفين استفزازنا ودعونا للكتابة حولها ، حافزهم في ذلك لا قياس اعداد المنتصرين لهم ، بقدر ما هو استقراء لراي الشارع ، والغوص بما هو جار على الارض ، اذ لم تلمس الفاعليات الثقافية او الاجتماعية ، أي جهد للاحتفالية على الارض ، فهي " حسبهم " وئدت عقب لحظة الافتتاح قبل بضعة اشهر .
فالاشهر تمضي لاحتفالية عمرها عام دون جديد ، يمكن ان يستشف المرء خلاله ، ايجابية للعرس ، الذي ابتكرته وزارة الثقافة ، وهللت ، وحشدت له عشرات اللجان ، وتوجه رئيس الوزراء بافتتاحية مجلجلة ليعلن انطلاقته ، لكن ما ان غاب الرئيس ، حتى توارى الوزير ، واختفت اللجان ، وان كان الجمع يجتمع اسبوعيا ، لكن النتاج من وجهة نظر المثقف هش وهزيل ، والسبب ببساطة مخالفة منطق مفاده " ان لا لقاء بين السلطة والمثقف " وان جرى اللقاء في جزئيات بسيطة ، فالعلاقة معقدة الى حد كبير !!.
الحكاية ان اربد انتعشت بفوزها بمسابقة المدن الثقافية الاردنية ، التي رصد لها " مليون دينار " بهدف الانفاق على انشطة في هذا الشان ، لكن ما جرى على الارض ، في غضون الشهور الاربع الاولى من نشوة الانتصار ، كشفت عن تخبط لا يمكن ان يفضي الى تجذير لاي فعل ثقافي على الارض .
والفشل بالمناسبة كان نبوءة المثقفين ، والصحفيين الذين شاهدوا خططا لبرامج ثقافية واعلامية ، ادوات صياغتها ورجالاتها هم ليسوا فيها ، وهذا الامر عزز نبوءة الفشل لان دلالات الموسم والقياس عليها ، انذرت بانه موسم ، غير منتج لاعتبارات تغييب صاحب الارض ، التي اعتادت وطأة اقدامه ، وان يرويها و يعتني باشجارها وثمارها !!.
اللجنة العليا للاحتفالية قبل بدء " العرس " حظيت بنقد في الوسط الثقافي الاربدي ، شبيه بما قاله مالك في الخمر ، والسبب من وجهة نظر مثقفين اربديين ، خروجها عن منطق ازلي يجعل نقاط التلاقي مع السلطة من جانب المثقف امر عسير ، وجاءت توليفتها وزير ، وحكام اداريون ، وصناعيون وتجار ، وقلة من المثقفين والاعلاميين ، لذر الرماد في العيون ، لكن اول مفصل تضاد به المثقفون مع الحاكميات الادارية كان حيال استضافة " تراث سويسري ضمن ايام فرانكوفونية " يقدم الرقص الايمائي بمصاحبة الشعر ، فكان مثار اعتراض بعض " السلطة " الذي طالبوا " بحبل مودع " فيما الجهة التي تولت هم المثقفين عقب حل وزارة الثقافة ومديرياتها " البلدية " ما استطاعته وضع صورة رئيسها على لوحة الكترونية على مدخل المدينة الجنوبي تهنئه فيها بالفوز المظفر، ضمن حلقة دائرية متواترة مع اعلانات تروج ل (....) و (....) لتعود الينا صورة البطل بعد بضعة دقائق !!.
مجريات الحال وان كشفت عن انشطة متناثرة هنا وهناك ، لكنها شخصت حالة عجز باطني لدى اللجنة العليا وان سعت الى اظهار نقيضه ، واثبات فحولة " الاخصاب والانجاب الثقافي " لكن بمنطق " السلطة " من خلال الزام بعض الجهات موسمية الجانب الثقافي ، بتزيين بطاقات دعواتها " احتفاء بمدينة الثقافة " كشرط للحصول على موافقة الجهات الرسمية ، لاقامة النشاط حتى لو كانت المناسبة افتتاح محل " للشاروما الصينية " !!
المثقف الراغب باجتراح فكرة نشاط او التقدم باصدار او تقديم مقترح للاحتفالية مراجعاته يفترض ان تمر بالحاكمية الادارية التي ربما انذاك ، تكون تنظر في قضية ايذاء قوامها مجموعة اصحاب سوابق ، اذوا بعضهم بالسكاكين ، وبالتالي من غير المحبذ وفق تجارب بعضهم ، ان يجادل الحاكم بمنطق الشعر ، وهو خارج من مضمار حل اشكال على هذا النحو.
لن نسهب في الانتقاد لان السلبي ربما لا تتحمله اللجان وحدها ، باعتبار ان الامر ربما فرض عليها وفق منهجية السلطة الاعلى ايضا ، ووفق استعجال غير مبرر ، اذ ان المتصفح لشبكة العنكبوت " الانترنت "سيجد ان مدينة الثقافة الاوروبية لعام 2009 محددة منذ الان لتستطيع ان تضع رؤيتها وبرامجها ، فيما صاحبة التجربة الاولى في الاردن ، اعلنت نتيجتها واضحت بمثابة بطل الدوري ، الذي خاض نهائي بطولة ، ومطالب بمباراة مهمة صبيحة اليوم التالي على الرغم من التعب والاعياء !!
ترى هل تحمل الشهور المتبقية ما يلفت نظر الشارع الاربدي للاحتفالية ، الذي اصيب بمفاجأة كرنفال السيارات في الشوارع يوم افتتاحها ، وعلت ملامحه علامات التساؤل عن المناسبة ، ليصاب بخيبة الامل حيال ضعف الترويج مسبقا لها وتفعيلها لاحقا ؟؟
Ayman65jor@yahoo.com