يبدو ان شارع زهران الذي يعد من اهم شوارع العاصمة لم يعد "شارع الدواوير" كما يسميه البعض و لربما سيطلق عليه قريباً شارع الاشارات الضوئية عقب اعلان امانة عمان عن تحويل ميدان الأمير راشد بن الحسن "الدوار السادس" الى اشارات وذلك بعد فترة وجيزة من تحويل الدوار الخامس الذي شهد موجة واسعة من الانتقاد.

اعلان الأمانة هذه المرة بتحويل "السادس" كان أخف وقعاً على مسامع الأردنيين الذين لربما اعتادوا على التغييرات المستمرة في شوارع العاصمة مؤخراً و خصوصاً المتعلقة بالأعمال الانشائية للباص سريع التردد، و تفاعلوا بشكل اعتيادي مع الخبر بالرغم من تبني العديد لفكرة رفض تحويل الدواوير الى اشارات ايماناً منهم بان الاشارات لا تحل مشكلة الأزمة بل تزيدها حدة.

و في الوقت الذي تعلن فيه الأمانة في كل مرة عن تحويل الدواوير الى اشارات يرد معلقون بعبارة اعتدنا على سماعها مراراً و هي " الأمانة بتركب اشارات و اليابان تحتفل بإزالة آخر واحدة، اشارة منهم الى وجود خلل في تنظيم الطرق و حركة السير في العاصمة، إلا ان هذه العبارة ليست صحيحة فعلى أرض الواقع يوجد في اليابان اشارات ضوئية و لكنها تحاول التخفيف منها و استبدالها بالجسور و الأنفاق.

و يبقى السؤال الذي يطرح نفسه اذا كانت الحلول المرورية التي يتجه لها العالم هي ازالة الاشارات الضوئية فلم نقوم نحن بتركيبها؟ و الاجابة بحسب خبراء مرور هي ان هذه الحلول تتدرج باستبدال الدواوير بإشارات عند عدم استيعاب حجم السير عليها و زيادته عن 4 آلاف مركبة، يليه استبدال الاشارات الضوئية بأنفاق و جسور.

اصرار البعض من خلال التجربة بأن الاشارات الضوئية تزيد من الأزمة و وقت الانتظار غير دقيق و هو مجرد شعور اذا ما اخذنا بعين الاعتبار اجماع خبراء مرور و توضيح سابق للأمانة بأن التأخير على الدوار عادة يمر بثلاثة مراحل؛ أولها الانتظار قبل الدوار والانتظار أثناء الوقوف عليه و أثناء التوجه لأي مسار، إضافة إلى تأخير عند الخروج منه، فيما يقتصر التأخير على ذات الدوار عند تركيب إشارات ضوئية على مرحلة واحدة فقط، وهي أثناء الوقوف حيث يشعر السائق أنها أكبر لأنه متوقف تماما عن تحريك مركبته، فيما يكون منشغلا بمتابعة حركة السيارات أمامه لدى تواجده حول الدوار.

هذا و كانت الأمانة قد أعلنت قبل أعوام عن خطة حلول مرورية تتضمن تحويل الدوار السابع و السادس و الخامس و ميدان الحرمين "دوار الكيلو" لاشارات ضوئية.

تركيب الاشارات أو وجود الدواوير لم يعد بذات الأهمية مقابل تخفيف أزمة السير التي يعاني منها السائقون يومياً و خصوصاً بعد التحويلات المرورية الخاصة بالأعمال الانشائية للباص سريع التردد و المنتظر تشغيله أواخر العام 2020 بحسب تصريحات أمين عمان يوسف الشواربة