صيف لبناني ملتهب27-05-2007 03:00 AM
أقبل الصيف اللبناني، مِعقدُ الأرزاق، وغيث الفقراء، وصلة الأرض بالسماء، بعد أن ضاع الصيف السابق (بين طعن القنا وخفق البنود)، وقال الناس لبعضهم البعض: ما فات فات، وما هو آتٍ آت، ولكن حسابات البيدر لا تطابق بالضرورة حسابات الحقل، وهذا ما ينبئ به الصيف اللبناني الحالي الملتهب، فمن حيث لا يحتسب أحد تفجرت الحرب المحدودة حتى الآن، علما أن معظم النار من مستصغر الشرر، ولا أحد يدري من أين وإلى أين، ومع ذلك فالجميع يسيرون، فلا بد مما ليس منه بد..فتح الإسلام، تفريخ من تفريخ، انشقت من فتح الانتفاضة، التي انشقت بدورها من "فتح" ياسر عرفات، وقد مضى عرفات القائد إلى رحاب ربه، ولم تبق سوى صوره على الجدران، ولكن الجراح لا تزال تنزف، وهناك من يحاول أن يأسوها لتندمل، وهناك من يحاول الضغط عليها لتنفجر، ولبنان المجرّح من رأسه إلى قدميه عليه أن يتعايش مجبرا مع خلافات نفسه، واحتدامات جواره وحَنَق ضيوفه، ومطالب المجتمع الدولي، وتحسبات الاعتداءات الإسرائيلية التي تترقب الصيف على طريقة "إذا ضربت فأوجع" ولا أحد يريد أن يفلت لبنان، علما بأن الجميع على صفيح ساخن ذلك أن العقل الوطني والإنساني المبصر قد استقال منذ زمن طويل. وهو بعض ما يعيشه لبنان، الذي هجر التنوير إلى الدياجير، وترى بعض أبنائه يفضلون الموت على الحياة، على أن لا يتنازلوا قيد أنملة لإخوانهم، علما بأنهم قد تنازلوا لأعدائهم، ولم يجدوا في ذلك غضاضة أو مذلة فهل هناك فجور أعظم؟
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة