تل أبيب - واشنطن ومطعوم بيبي
د. حازم قشوع
26-11-2019 01:15 AM
تدرك تل ابيب اهمية الرابط السياسي بين ترامب ونتنياهو على صعيد الخارطة الانتخابية الامريكية، وتعلم تل ابيب ايضا مكانة عقدة هذا الرابط في شد الوثاق الأمريكي تجاه اجندتها التي تمثلها انهاء الملفات العالقة بالفرض وامتلاك اسلحة متقدمة ودعم مالي اضافة الى العلاقات الاسرائيلية مع دول الجوار الاقليمي.
وهي الاجندة التي حصلت على غالبية بنودها تل ابيب من خلال استخدام سنارة الضغط و مطعوم نتنياهو، وذلك وفق سياسة عميقة تقوم بالتلويح لاسقاط نتنياهو الذي يقبع تحت التهديد، لتقوم الادارة الامريكية بتقديم قربان الفدية الذي بدأ بتغيير بوابة الشرق الاوسط للادارة الامريكية التي كانت عمان مركزها، وشرعنة الاستحواذ الاسرائيلي على الجولان والقدس والمستعمرات وربما غور الاردن في القريب، هذا اضافة الى تقديم واشنطن ترسانة اسحلة متطورة، ودعما ماليا اضافيا، اضافة الى علاقات تركبت على العقدة الامنية مع دول الجوار الاقليمي واخذت صبغة تنموية اقليمية في بعض المسارات الاستراتيجية.
ومع اقتراب سياسة الضغط على السنارة ومطعوم بيبي من الانتهاء، ستتبدل معها الادوات المستخدمة طبعا والاطراف الداخلة والمتداخلة، وهذا يتوقف على مدى قناعة صناع القرار في تل ابيب من انتهاء مرحلة الاستنزاف للبيت الابيض باستخدام مطعوم بيبي، لاسيما وان مرحلة الفك والتركيب الانتخابي والتشكيل الحكومي قد استنزفت اغراضها، ولم يبق سوى اسدال الستاره عليها باستخدام الادوات الحزبية او الاليات الانتخابية، طبعا بعد اتخاذ تل ابيب قرارها بذلك، فهل سينهي حزب الليكود المسألة قبل انقضاء المدة بانتخاب البديل، ام ان ذلك سيتم ترحيله الى مارس القادم موعد الانتخابات الاسرائيلية المقترح، هذه الاسئلة ستبقى في رسم اجابة من مطبخ القرار في تل ابيب في موعد التغيير.
وهذا ان حدث، فان تغييرات مهمة ستشهدها المنطقة في مسألة العلاقات البينية وترتيبات الاولويات الاقليمية، هذا اضافة الى عودة مطبخ القرار السياسي في المنطقة للوقوف عند التقديرات التي قد تفضي الى بناء السلم الاقليمي المستند الى الركائز الاساسية في مسألة الانتهاء من القضايا العالقة بهدف بناء التيار الاقليمي الجديد.
(الدستور)