(3) منع الحرب العالمية الثالثة

نقول في شرقنا بأن الحرب قوة، لكنه ثبت بالنسبة للدول النووية العملاقة، ومنها الاكبر مثل روسيا وامريكا، وهما الاكثر عملقة في المجال النووي العسكري على وجه الأرض بأن القوة الخارقة مانعة لحرب عالمية ثالثة مدمرة للبشرية، وللحضارات لا سمح الله وقدر، ومن شأنها لو حدثت مثلاً ان تعيد التاريخ إلى زمن ما قبل ميلاده (حجارة، وحطب، وكهوف، وانسان بدائي). وفي المقابل فإن حب الحياة وعدم توفر حياة أخرى غير الأرض حتى الساعة، وهو الأمر الذي لم يستطع العلم اثباته لغاية اللحظة سبب مانع آخر.
يقول موقع Discover بالعربية 25 نيسان 2019، بأن روسيا تمتلك العدد الاكثر من الاسلحة النووية وتقدر بـ 4300 رأس نووي، بيما ذكر موقع روسيا بالعربية بوجود 7000 رأساً نووياً نوعياً روسياً عملاقاً. ناهيك على أن مساحة روسيا العملاقة والتي هي اكثر من 17 مليون كم2
تعطيها فرصة اضافية لإمكانية استخدام سلاحها بحرية كبيرة وبأي اتجاه، والتوازن العسكري الروسي الامريكي بطبيعة الحال لا يقاس بميزانية دفاع البلدين او القطبين الكبيرين مثل روسيا وامريكا عندما يتم الحديث عن 716 مليار دولار لصالح امريكا و 44 مليار دولار لصالح روسيا في مجال الانفاق العسكري، وانما بالتركيز على نوعية السلاح، ومهاراته الخارقة للقارات، والتي يصعب على الرادارات كشف مسارها.
ولقد شكلت حقبة الرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسين السياسية، والاقتصادية نكسة، ومطباً هوائياً سياسياً لروسيا بداية، واشبهت حقبة غورباتشوف السوفيتية المماثلة. ونسبة وتناسب فترة خرتشوف الذي ازاح القرم باتجاه اوكرانيا، واستخدم حذاءه في منصة الامم المتحدة.
ولقد عرفت روسيا السوفيتية رجالات وقادة عظاماً ساهموا بقوة في بنائها مثل ستالين، واندروبوف، وبريماكوف، وحاليا بوتين، وهم من حافظوا ولا زالوا على تثبيت موقع روسيا المتقدم في التاريخ المعاصر في القمة جنباً إلى جنب امريكا.
وقول لبوتين هام مفاده بأن بلاده روسيا وبكامل عمقها السوفيتي، ومنذ امتلاكها للسلاح النووي منعت عبر 75 عاماً مضت اندلاع حرب عالمية ثالثة مدمرة.
ومن أهم ضوابط الفدرالية الروسية في شأن منع اندلاع حرب عالمية ثالثة عسكرية انتهاج سياسة الاعتدال والاتزان بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرجي لافروف، إضافة إلى مساعد الرئيس يوري أوشاكوف، وتمسك روسيا بالقانون الدولي، وبأوراق مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمحكمة الدولية في لاهاي، وفي ابتعادها عن خلق الازمات الدولية من اجل الاستثمار في الاقتصاد كما هي سياسة بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية، وفي تركيز سياستها الخارجية على الاشادة بالحليف الاستراتيجي الامريكي، والاعتراف بقوة امريكا العسكرية النووية العملاقة كذلك، وبدورها الاقتصادي الاستثماري على خارطة العالم، مع احتفاظ روسيا بحق المراقبة الدائمة في الموضوع العسكري الدولي، وبحقها في الاستثمار الاقتصادي ومنه العسكري خارج حدودها. وبحرص روسيا على لعب دور العدالة والميزان في القضايا الدولية الساخنة، والذهاب دوما إلى خط (المعارضة) في زمن استفراد امريكا في سلطة القطب الواحد، وكما يحلو لها، بينما هي روسيا تقود عالم الاقطاب المتعددة والمتعاونة. وستبقى روسيا الدولة العملاقة الوحيدة عالمياً القادرة وبحكم ترسانتها النووية الخارقة على لجم امكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة لا سمح الله وقدر.