مجلس بسمان والرسائل السياسية
صدام حسين الخوالدة
24-11-2019 06:16 PM
أهم ما يميز نهج الملك عبدالله الثاني في الحكم هو التواصل الدائم مع الشعب بجميع مكوناته وأشكال هذا التواصل تتنوع ضمن زيارات مناطقية ولقاءات في القصور الملكية بعضها ذات طابع شعبي و بعضها الآخر نخبوي بهدف الاستماع لأكبر قدر ممكن من وجهات نظر وأفكار تتعلق بالتحديات التي تواجه الدولة الأردنية ومناقشة كيفية تعاطي الجهات التنفيذية في الدولة مع الشأن العام داخلياً وخارجياً هذا من جانب ومن جانب آخر يحاول الملك تمرير رسائله عبر الاتصال المباشر مع فئات شعبه ووضعهم بصورة وحجم التحديات وكيف يفكر معنا لتجاوزها وهو بصورة?أو بأخرى يريد لكافة مكونات الشعب أن تكون شريكاً حقيقياً في مسيرة الإصلاح الشاملة التي يقودها وان يتحمل الجميع مسؤولياته.
بطبيعة الحال كانت رسائل الاطمئنان أكثر ما حملته لقاءات الملك مؤخراً، سيما بعد موجات من حملات شكلت رأياً عاماً استهدف الدور الأردني عربياً وإقليمياً ودولياً كان عنوان التشكيك بقدرة الدولة الأردنية ونظامها السياسي على الصمود في ظل معطيات كثيرة شكلت تطورات القضية الفلسطينية والوصاية على المقدسات أهمها ولا ننسى التحديات الاقتصادية التي نواجهها خاصة في السنوات الأخيرة والتي مثلما قال الملك أن الأردن تحمل كثيراً بسبب مواقفة الثابتة وما يزال يدفع ثمن هذا الثبات الذي لن يتحول في يوم من الأيام.
مؤخراً أطلقت لقاءات ملكية سامية تحت عنوان «مجلس بسمان» وكان آخرها لقاء جمع الملك مع أبناء وبنات قبيلة بني حسن ضمن نهج ملكي مستمر للتواصل والاتصال، ولكن ربما يستدرك القائمون على شكل وجوهر هذا النوع وبمسماه الجديد فإن الحاجة تظهر لأن يقدم تصوراً يواكب المرحلة وهذا التصور لا بد له أن يستهدف الشكل والمضمون، والمعطيات والرسائل المراد إيصالها وكيف يخرج اللقاء إعلامياً بمعنى كيف ننتج رسائل سياسية تقدم دعماً معنوياً وفكرياً لمواقف الملك، وعكس قوة وحالة هذا التواصل الفريد من نوعه بين قائد وشعبه لصالح قوة رأس الدولة?الذي أعلن غير مرة أن أكثر ما يمده بالقوة هو عزيمة ووعي وترابط الشعب وانسجامه مع القيادة والقيادة هنا بمعناها الشمولي بجميع مكونات جسم الدولة وأدواتها.
يفترض بأن أي فكرة جديدة تقدم مخرجاً جديداً ولذلك فإن «مجلس بسمان» غايته تقديم رسائل سياسية أكثر من متابعات لقضايا مطلبية، وهذا يعني إعادة النظر بشكل ونوعية الحضور من أجل إبراز قوة اللقاء من خلال طروحات سياسية قادمة من ابناء العشائر الأردنية أحدى أهم ركائز الدولة، وهذا يمنح الملك دعماً معنوياً وسياسياً بقوة وصلابة الرسائل السياسية التي تخرج والتي تحتاج الى توظيف إعلامي نوعي عند إدارة لقاءات «مجلس بسمان».
الرأي