ما وراء زيارة نائب الرئيس الأمريكي للعاصمة العراقية
خولة كامل الكردي
24-11-2019 05:13 PM
منذ يومين وصل نائب الرئيس ترمب مايك بنس إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة مفاجئة لم يفصح عنها إلا في حينها، وما صرح به بنس من أنه سيتفقد القاعدة الأمريكية، وسيجري مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، فما هي خفايا وصول بنس بهذه الصورة المفاجئة، هل ليتم الباحث بشأن العقوبات التي زادت حدتها على ايران؟ أم ربما وهو الأرجح التعرف على آخر ما وصلت إليه الاحتجاجات الشعبية في العراق؟ وهل الولايات المتحدة
الأمريكية يقلقها الأوضاع الجارية في العراق وتستشرف أمرا ربما يغيب عن أذهان الساسة في العراق؟
إن العراق تشكل موضوعا رئيسا لطالما اقلقل الساسة الغربيين، بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، فمنذ دخولها الأراضي العراقية، ازداد حرص الإدارات الأمريكية بمختلف توجهاتها، الإبقاء على الوضع في العراق كما هو وتفقد القاعدة الأمريكية في عين الأسد، فالجارة إيران وعلاقتها الوطيدة مع العراق ربما لا تروق للولايات المتحدة الأمريكية، والتي فرضت حصارا اقتصاديا خانقا على إيران، بسبب توجهات إيران العدوانية بحسب زعم الولايات المتحدة الأمريكية.
فالولايات المتحدة الأمريكية لها أجندتها الخاصة في المنطقة، وتحرص على بقاء مصالحها حية متقدة والتوسع في تلك المصالح والحفاظ عليها، حيث تجد في إيران صداعا تريد الخلاص منه. وما زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلا تأكيدا على خشية الولايات المتحدة أن تكون الاحتجاجات في العراق والتي يعلو صوتها في شوارع بغداد، أن تمتد رقعتها لتشمل عموم البلاد بحيث لا يمكن السيطرة عليها، وتؤثر على المصالح الأمريكية، وربما تخرج أصوات تطالب بإغلاق القاعدة الأمريكية من داخل الحراك الشعبي في العراق.
فزيارة بنس تهدف بصورة عامة، إلى التخفيف من وطأة هذه الاحتجاجات على الحكومة العراقية، ومساعدتها وتقديم النصح و المشورة في ذلك، وإبلاغ المسؤولين العراقيين بضرورة الاستماع لمطالب المتظاهرين؟! تفادياً لأي زعزعة قد تحدث في المنطقة، مع خشية الولايات المتحدة الأمريكية من أن تستغل دولا في المنطقة حالة عدم الاستقرار ، والدخول على خط المواجهة في العديد من البلاد العربية التي انطلقت فيها حراك شعبي واسع، خصوصا الاتهامات الأمريكية المتصاعدة بوجود أصابع ايرانيه في الأحداث الجارية في العراق.