*توطئة....
- يعبر مصطلح (الاستيطان الإسرائيلي) عن حركة استعمار يهودي في فلسطين قبل (1948)، حيث كان يطلق على تلك المستوطنات الصغيرة بالمستعمرات في طبيعة إنشائها وتحصينها، وبعد احتلال فلسطين (1967) وجدت إسرائيل المجال أمهامها لنشر المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة حتى بلغت حوالي (42%) من مساحة الضفة، وتستوعب ما يقارب المليون مستوطن (في الضفة والقدس المحتلتيْن)، ويمثل المستوطنون حقيقة الصهيونية، تطرّفاً دينياً، وحركة سياسية، ونشاطاً اقتصادياً؛ وأصبحت العلاقة تبادلية بين اليمين الإسرائيلي والمستوطنين، ولهم تأثيرهم الفاعل والقوة كقوة انتخابية، وقوة ضاغطة في رسم السياسة الليكودية، فلاغرو أذن، أن تكون المستوطنات والمستوطنون، بالإبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية، من ركائز السياسة الإسرائيلية، ولذا، فقد جاءت المستوطنات أحدى القضايا الخمس الكبرى التي أجلت للمرحلة النهائية في عملية السلام الفاشلة، جاءت مع قضايا القدس واللاجئين والأمن والحدود.
*النكبة الخامسة:
بعد النكبات الأربع للقضية الفلسطينية: (نكبة 1948) (ونكبة 1967)، و(هجرة اليهود –السوفيت)، و(قومية الدولة العبرية)، جاءت (نكبة صفقة القرن التي بدأت بالقدس، عاصمة لإسرائيل، وتأييد إسرائيل في الاحتفاظ بمنطقة الأغوار لدواعي أمنية، وضم الجولان... ووصلت إلى قضية المستوطنات)، ليعلن (مايك بومبيو) أن بلاده الولايات المتحدة الأمريكية) لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير متسقة مع القانون الدولي، وهو تحول حادّ وخطير في السياسة الأمريكية وموقفها من عملية السلام (التي كانت ترعاها) وأصبحت طرفاً وكيلاً صهيونياً فيها.
*ردود الفعل:
-عقدت الجلسة الشهرية لمجلس الأمن لمناقشة (الوضع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية)، وكانت المستوطنات والقرار الأمريكي تجاهها، جوهر الحوار، مستذكراً قراره (إي المجلس) رقم (2334/2016) بأن المستوطنات غير شرعية، وكان التصويت بإجماع الأعضاء، باستثناء الصوت الأمريكي، على (عدم شرعية استيطان الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية)، والمعروف أن المجلس قد اتخذ بالإجماع القرار (242) بتاريخ (22/11/67) الذي يدعو إلى تحقيق سلام عادل وشامل وانسحاب إسرائيل من (الأراضي) التي احتلتها في حرب (1967).
- وأعربت المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن، وهي من أقوى الدول حيث تضم: بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا وبولندا، أعربت عن موقفها بعدم شرعية الاستيطان، وأنه انتهاك للقانون الدولي، وأن استمراره يشكل عقبة حقيقية للتسوية السياسية ..............وحل الدولتيْن.
- وثمة مواقف أخرى كانت رافضة للسياسة الأمريكية، فكندا تصوّت لأول مرة لدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
- ويدعو وزير خارجية (لوكسمبورغ) الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين ردّاً على الموقف الأمريكي الجديد.
- وأعربت عدة جهات دولية وإقليمية، على أن القرار الأمريكي تقويض لعملية السلام، وأن (حل الدولتيْن) هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل كامل لقضية (النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي).
*المخاوف....
-إذا ما تمادت (إسرائيل)، معتدة بالغطاء) الأمريكي، في اتخاذ إجراءاتها للتوسع في عمليات الاستيطان، والتمهيد لضم المستوطنات، أو اعتباره إمراً واقعاً، فأي سياسات سوف تتبعها لاستيلاب المزيد من أراضي الضفة الغربية، ستؤدي إلى واقع جغرافي وسكاني بحوّل المجتمع الفلسطيني إلى (بؤرات) محاصرة، والتي تؤدي بدورها إلى أزمة اقتصادية ومعيشية، إضافة لما يعانيه الفلسطينيون من الحواجز والجدار.
*المنتظر...
أن المنتظر أن توضع إستراتيجية عربية للرد على القرار الأمريكي ذات بعدين: اقتصادي يعزز صمود الفلسطينيين بمشاريع تمكينيه تنموية؛ وسياسي لكسب المزيد من دعم الدول المؤثرة في السياسة الدولية لتحويل الحق الفلسطيني المشروع إلى واقع عملي على أرضه المحتلة.
الدستور