برود امريكي وغموض سعودي ودعم كويتي وملمح انفراج قطري
شخصية محورية تجوب العواصم بسرية ومنهجية
لا اجابات من صندوق النقد والبنك الدولي والمالية صامدة
تتحرك اركان الدولة الاردنية اليوم وفق خارطة طريق مرسومة بعناية من عقل الدولة المركزي للوصول الى موازنة آمنة , تمنح الاردن جرعة او لقاح لمقاومة حالة الصقيع الاقليمي حيال الملفات الساخنة على المسار الفلسطيني بقيادة ترامب وحليفه نتنياهو , وكشفت مصادر ان شخصية في مطبخ الملك , تجلس في المطارات وعلى مقاعد الطائرات اكثر من جلوسها في مكان عملها , وتتحرك وفق منهجية معلومة وسرية مدروسة حتى لا يرتفع سقف التفاؤل او تنخفض العزيمة الوطنية .
عقل الدولة يدرك حساسية اللحظة الراهنة وخطر الوقت الداهم كما تقول شخصية سياسية تنأى ان تذكر اسمها في موسم المزاودات على حد الوصف الخاص بها , لأن الوجع الاقتصادي تحول من صبر الى خطر على الواقع الاجتماعي الاردني , وتركز الشخصية على ان حالة نشر عدم اليقين الوطني من خلال الاشاعات عن تورط الاردن في كل مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية وتعظيم الفساد في الدولة الاردنية , لتقليص حالة العطف ورفع وتيرة الغضب .
وتسترسل الشخصية في القول ان زيارة الملك الاخيرة الى نيويورك هي الابرد سياسيا من كل الزيارات السابقة مما يؤكد ان حجم التشنج في العلاقة الاردنية الاميركية يزداد ولكن تحت الطاولة ولم يخرج للعلن , حتى مع تسمية سفير امريكي جديد وبقاء المعونة الامريكية على حالها , فهذه الخطوات جزء من استراتيجية امريكية لحماية مصالحها وليست دعما للاردن , ولا يستبعد والحديث له ان تكون هذه جزء من استراتيجية لتوتير الداخل الاردني براحة , بدليل حمى الاشاعات القادم من شوص ومراكز تقيم في الولايات المتحدة الامريكية ومرتبطة بدوائر استخبارية داخلها .
الموازنة الصداع الاكبر في عقل الدولة كما تكشف مصادر متعددة , فالحكومة لم تتلق اجابات شافية من بعثات البنك والصندوق الدوليين , رغم اصرار وزير المالية على البقاء في خانة اعداد الموازنة وفقا للحسابات الاردنية وليس وفق وصفات البنك والصندوق , ويدعمه بذلك رئيس الحكومة وبعض وزراء الخدمات الاقتصادية , لكن الاقليم العربي ما زال على الحياد حيال الدعم للموازنة باستثناء دولة الكويت التي تسعى الى ترتيب الملفات الداخلية , لكنها على موقفها الثابت من الدعم , رغم تأجيل زيارة شخصية فاعلة في الديوان الى الكويت بسبب استقالة الحكومة وعدم اداء الحكومة الجديدة اليمين .
الموقف القطري ما زال غامض نسبيا , لكنه يسير في الاطار الايجابي حسب تصريحات حكومية , لكن الدوحة بدأت تتأثر فعلا بالحصار الخليجي الذي تقوده السعودية مما افضى الى تريث قطري في تحديد الدعم وشكله بانتظار لقاءات عالية المستوى بين البلدين قبيل نهاية العام , وبانتظار وعود بقرب انتهاء الازمة الخليجية سياسيا بعد ان استقبلت الدوحة رسائل خليجية ايجابية على المستوى الرياضي , بشكل قد يمهد لاذابة الخلافات مقرون ذلك بقرب حسم الملف اليمني سياسيا .
الاردن ينظر اليوم بعين ثالثة الى واقعه , بعد الخذلان الامريكي والغموض السعودي والانفراج القطري والكويتي , عل العين الثالثة تفتح باب الامل لموازنة صعبة في ظروف اقليمية شديدة التعقيد وبالغة القسوة على الاردن .
عن الانباط