نعيش اليوم في العصر الذهبي للأمراض النفسية
د. ديانا النمري
04-12-2009 01:52 AM
نشرت إحدى المؤسسات المختصة بالدراسات والإستشارات النفسية تقريرا مفاده أننا نعيش اليوم في العصر الذهبي للأمراض النفسية المؤدية إلى جميع الإنحرافات السلوكية، ومما يدعو إلى الأسف الشديد أن هذه الإنحرافات السلوكية معظمها في البلدان النامية والتي تعتبر من أكثر البلدان تضررا من هذه الافات الحديثة علينا .
يعزو الكثيرون السبب في هذا بأننا شعوب فطرت على الطيبة والترحيب بكل ما هو جديد ونفتح أذرعنا وأدمغتنا المتعطشة لكل ما هو آت من العالم المتقدم الذي نعقد عليه آمالنا بالتغيير والتجديد في مختلف الميادين الحيوية دون التدقيق في ماهية الأشياء.
ربما من المحق أن نقول أننا أصبحنا في الشرق مصبا للنفايات الفكرية من مختلف الأصعدة والتي تلقى علينا بكل كرم و دون رحمة أو هوادة !...وذلك بسبب حسن النوايا التي تمتاز بها شعوبناو الذي جعل منا متقبلين طيعين للأفكار الجديدة والطرق الحديثة دون أن نعي كنهها كاملا ، والتي قد تأتي إلينا بوشاحا أنيقا يكمن في عمقه السم الذي يخدر العقول مستهدفا جيل الشباب مما يؤثر في مسلكياتهم وتوجهاتهم وإختياراتهم في الحياة .
ولأن كل ما يخدر العقول والفكر ويذهب بالعقل بعيدا وينأى بالوعي عن الواقع ، هو نوع من أنواع التخدير والتسميم المتعمد الذي قد يأتي إلينا بأوجه وأشكال مختلفة إبتداء من كلمات الأغاني والمشاهد التي تدس في متن الكليبات بحيث تسرب لأبنائنا أن الحياة مضمونها فقط هو اللعب والرقص والهزل والغناء!!... فيدمن أبناؤنا هذه المشاهد من كثرة تكرارها وتعمد تلبيسها بقناع زاهي الألوان كقطعة فنية جذابة وذكية لمختلف الأعمار .
جيل مشلول الفكر ومحدود الطاقات ومغيب التفكير هو جل ما نخشاه في صفوف شبابنا الطامح للتقدم والتغيير، بحيث يتبدل الأمل المعقود عليهم بالتغيير إلى عائق وفائض يعرقل عملية التنمية.
ليس كل هذا هو الوجه الوحيد لتأثير هذه النفايات الفكرية ، التي نتلقاها في كل لحظة عبركثير من الشاشات والفضائيات وحتى عبر الشبكة العنكبوتية ، والتي بكل سهولة ويسر اصطادتنا فريسة سهلة ... بل إن الإضطرابات النفسية والذهنية التي قد تطفو على السطح في صفوف بعض الأجيال الشابة من اكتئاب واعتلالات نفسية وتقاعس عن العلم والإبداع ونوبات متكررة من الإحباط والتي قد تشكل بيئة مناسبة للتطرف ووقود فعال للأفكار الهدامة التي تفسد كل مبادرة طيبة للتغيير والتطوير في مسيرة التقدم وتنوير العقول كي نتمكن من مواكبة العالم المتقدم سواء أكان من حيث السرعة والدقة أو من حيث الجودة العالية بالإنتاج وذلك بهدف تحقيق الحياة الأفضل للأنسان .
ناقوس الخطر نقرعه اليوم أمام الأباء والأمهات ومربي الأجيال ، علنا ندرك مبكرا التأثيرات المتأتية من هذه المفاسد التي تنهال على شبابنا وأطفالنا بزخم !!... وذلك لأن معظم الأمراض والإختلالات النفسية منبعها الأساسي هو الطفولة والتي هي المششكل الرئيس للشخصية السوية ، لذا وجب علينا جميعا كأهل مراقبة وإنتقاء ما يشاهده أبناؤنا سواء كان ذلك عبر الشاشات التلفزيونية أو الشبكة العنكبوتية .
فأبناؤنا أمانة في أعناقنا ... فلنعمل سويا على جعل مستقبلهم مستقبلا خاليا من كل الافات والأمراض النفسية !! .
Diana-nimri@hitmail.com
الراي.