الاردني .. خارج منصب المسوؤلية
المهندس هايل العموش
23-11-2019 02:25 PM
قال تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)
المسؤولية أمانة غالية في أعناق الناس ويجب ان يعتبروها دائمة ولا تنتهي بزمن او بموقع او التنحي عن منصب، وكل من يفهم المسؤولية غير ذلك تكون نهايته غير مرضية في الموازين الدينية والاخلاقية والاجتماعية، فمن يعتقد أن الموقع امتياز ووسيلة إلى الغنى هو جاهل لا يتعظ بغيره أبداً.. فالمسؤولية صعبة يتطلب انجازها رجالاً يتحملونها بكل رجولة وشجاعة وأمانة معتمدين على نظافة اليد والاستقامة والحفاظ على القوانين والمساواة بين الجميع..
وتنفيذ ما يكلفون به من اعمال بكل دقة وأمانه وفي مواعيدها المحددة.
في الاردن بلدي كثيرين يبذلون الغالي والنفيس اما مال او واسطات او استغلال لاسم العشائر لتقلد منصب هنا او هناك من نواب او وزاراء او امناء او روساء بلديات او روساء جامعات واعضاء مجالس شركات او أي موقع اخر يكون هدفه الظاهر خدمة مصلحة الوطن والمواطنين في الاردن وهو امر مشروع ديني ووطني في كل المفاهيم ولكن مجرد وصولهم لهذه المواقع يتناسوا كل ما قطعوه من عهود او التزامات اخلاقية او وظيفية او وطنية تجاه الاردن واهل الاردن بشتي المسميات ويصبح المنصب العام مجرد مركز للقوة والنفوذ وتسهيل الامور والمكاسب الا من رحم ربي من فئة مخلصة لتراب الاردن وقائد البلاد.
تراهم يجلسون على كراسي المناصب بقوة ويتباهون بانجازاتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع لانها انجازات مطلوبه بحكم المنصب والوظيفة وهي مقدرات وطن يستغلونها بطرق كثير منها غير صحيح ،ولكن المصيبة الاعظم انهم عندما يخرجون من مناصبهم وهو وضع طبيعي بحكم العمر او انتهاء المدة القانونية او أي امر اخر فانك ترى كثير من هولآ المسوولين خارج المنصب وقد تحولوا لمعارضين او منتقدين ويكيلون التهم هنا وهناك وكانهم هم المنقذين للاردن واهل الاردن وهو امر معيب بكل المقاييس ولا اعرف لماذا يحدث ذلك في بلدي .
تراهم عندما يخرجون من مواقع المسوؤلية يكتبون النصائح للحكومة وينتقدون على المواقع الالكترونية وعبر مقالات وبوسائل الاعلام هنا وهناك بطريقة مستفزة وتناسوا انهم لم يقوموا بعمل شي وهم على كرسي المسوؤلية وهي امانة وكان بيدهم القرار ان يعملوا كل شي ايجابي لمصلحة الاردن واهل الاردن ،نسوا انهم من اموال الاردن ورواتب هذه الكراسي والوظائف يعتاشون وان من باب الامانة وحفظ النعمة ان يشكروا الاردن وان يقدموا كل ما بوسعهم لمصلحة المواطن الاردني اينما كانوا .
متى نصل لمرحلة ان نكون قادرين على محاسبة كل مسوؤل فاسد بطريقة او اخرى والفساد له اشكال والوان وطرق كثيرة وان نقف كل شخص مهما كان وضعه ومنصبة عند حده من خلال تطبيق القانون وليعرف ان مقدرات البلد وكراسي البلد هي مسوؤلية وطنية ودينية وليست مكان للتكسب والثراء الغير المشروع والاستقواء على المواطنين بتقديم الخدمات التي هي حق لكل شخص بموجب الدستور الاردني وبموجب القوانين .
المسؤولية بطبيعتها أنّى كانت هي تكليف لا تشريف، والأصل أن تكون للقوي والأمين والكفؤ ووفق معايير وأسس واضحة وشفافة أساسها الإستحقاق بجدارة والكفاءة لخلق التنافسية المنشودة،
ومطلوب كبح جماح الواسطة والمحسوبية في إختيار المسؤولين وإختيار الأكفاء لخدمة الوطن وفق معايير شفافة وخصوصاً للمناصب العليا ورجالات الصف الثاني ليكونوا مؤهلين كقيادات مستقبلية،
الاخلاص للاردن وتراب الاردن و اهل الاردن وقيادة الاردن لا يكون بالشعارات والنفاق المبطن بكل اشكاله او باقتناص الفرص او المتاجرة بكل المصطلحات هنا وهناك بل يكون بالعمل والاخلاص للاردن واهلة ويكون بالحفاظ على كل مقدرات الاردن اينما كانت بكل الوسائل وان لا تهدر هنا وهناك وان يتم محاسبة كل مقصر مهما كان وضعه .
حمى الله الاردن واهل الاردن وان نصل لمرحلة نتخلص من كل الفاسدين واللصوص الذين عاثوا بالاردن واهل الاردن بمسميات كثيرة .