التخبط العبثي وأمانة المسؤولية الوطنية
فيصل تايه
23-11-2019 10:45 AM
لم يعد خافيآ على أحد الفشل والترهل المستشري الذي أصاب البعض من مؤسساتنا ، وبدا ذلك واضحا للعيان من خلال ضعف أداء تلك المؤسسات ، ولن نعفي أحداً من أيه كوارث متتالية تصيب تلك المؤسسات ، فجميع العاملين في تلك المؤسسات مشاركون بشكلٍ أو بآخر ، والجميع يبحث عن مصلحته أولا ً، ثم ما يلبث أن يتمادى بلا رقيب او حسيب للعودة لذات المربع ، ولنقل وبكل صراحة وشفافية أن هناك شريحة واسعة من المسؤولين ساهمت إلى حدٍ كبير في إعادة إنتاج الفشل والفاشلين وتمرير لعبة الواسطة والمحسوبية والمناطقية المقيتة .
ان ذلك التخبط العبثي يدفعا للقول أين هي الجرأة في اتخاذ أي قرار للصالح العام مهما كان ، بعد دراسة الواقع بالشكل الذي يرقى إلى الأداء الأفضل والذي ينم عن الوطنية والحرص على إنقاذ تلك المؤسسات من براثن الوصوليين ، باعتماد منهجية اختيار المسؤول القوي والحريص على ان تسير مصالح مؤسسته بشكل يمكنها من أداء رسالتها بكل همة ومسؤولية بعيدا عن النكوص والتهور ، وتحديث منظومة العمل بالاستناد الى قرارات تحقّق الخير العام ، وتشخيص جوانب الخلل ، وكذلك الاعتراف بالخطأ والذي بات أمرا مطلوبا في الأداء الإداري لما لذلك من الأهمية التي تُسفر عن وضع المعالجات التي تحقق القدر الكافي من الاستقرار الوظيفي لتتمكن تلك المؤسسة من القيام بتنفيذ برنامجها وأهدافها الإستراتيجية وهذا عكس الإصرار على الخطأ وعدم الاعتراف والشعور بالكبر والعظمة التي تقود إلى الفشل الذريع ، وقد باتت تجارب أداء المؤسسات متاحة للاطلاع على إيجابياتها وسلبياتها والاستفادة من كل ذلك.
يجب ان نعي ان جوهر الحقيقة التي ينبغي الاعتماد عليه في مقدار الشعور بأمانة المسؤولية الوطنية وإدراك الأخطاء وعدم التستّر عليها أو محاولة البحث عن التبريرات المزيفة والاتجاه بقوة نحو المعالجات التي تحقّق القدر الكافي من القبول الذي يؤمّن الأداء ويوفر الجو المناسب للانجاز والإبداع والانطلاق نحو آفاق جديدة تدفع باتجاه الإضافات الوطنية التي تخلّد في ذاكرة المواطن الجمعية ، وبذلك فإن الالتزام بتحقيق وترجمة الإرادة الكلية بوابة الانطلاق نحو المستقبل الأكثر عطاءً والأكثر تلاحماً ، والأعظم وفاءً ..
اننا نشعر ان الجمود الذي أصاب الحركة المجتمعية ويحاول تعطيل عجلة التنمية قد فوّت على الوطن إنجاز المشاريع الوطنية العملاقة ، وعطّل حق المواطن في حياه كريمة وإن المطلوب اليوم هو الكف المطلق عن القرارات العشوائية والاتجاه نحو المصلحة العامة وإنجاز المطلوب كل من موقعة الوظيفي والانطلاق صوب ارادة قوية وضمير كبير من أجل تمكين الجميع من حقّه في المناصب التي يستحقها فقد بتنا بحاجة ماسة الى هذا الأداء الذي يجب ان يصبح فرض عينٍ على الكافة القيام به من أجل صناعة المستقبل الذي يحقّق العدل والمساواه والكرامة للجميع دون استثناء.
فهل يمكننا أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا ونقول لا للفشل والفاشلين مهما كانت قرابتهم منّا.. ومهما جمعتنا بهم الانتماءات البشريّة الضيّقة..؟ ذلك مانأمله قبل أن تحلّ علينا لعنة الظلم .