جائزة رجل الدولة الباحث للملك: المعنى والرؤية
د.بكر خازر المجالي
22-11-2019 10:27 PM
ليست هي الجائزة الاولى التي ينالها جلالة الملك عبدالله الثاني على مدى عشرين عاما من قيادته الحكيمة وجميعها هي في الحقل الانساني الاجتماعي ، وتتميز جائزة رجل الدولة الباحث من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى بانها من معهد يختص في دراسات منطقتنا الاتي هي منطقة الشرق الادنى كاسم جغرافي صحيح لها وتختلف عن تسمية الشرق الاوسط التي هي تضم ايران والهند وافغانستان وما حولهما .
ولكن حين نقرأ في صفة الباحث فهذا يقترن بنوعية الانتاج العلمي والثقافي والسياسي ، ونلاحظ ان لجلالة الملك عبدالله الثاني نهجا في الخطاب المحلي والعربي والعالمي وهناك ترجمة لجوانب من حياة جلالته صدرت في كتابه : فرصتنا الاخيرة ، ومن جهة اخرى ومن تتبع انتاج جلالته من حجم الخطابات والكلمات والمداخلات الى اللقاءات الصحفية والتلفزيونية والمقالات ومن ثم خطب العرش الى سلسلة الاوراق النقاشية ورسالة عمان من تتبع هذا الانتاج فاننا نكون امام اوراق بحثية حقيقية تعرض ثوابت الدولة ولا يختلف نهج الدعوة فيها ولا يحيد عن حقوف الانسان وتكريس مفهوم السلام ومنح حق تقرير المصير وانسنة المجتمع ليكون مجتمع اخلاق ومحبة وعطف وتضامن ، وكأننا امام طرح جديد لوثيقة الماغناكارتا او لمبادئ الرئيس ولسون الاربعة عشر ، فنلمس المعاني الغزيرة واسلوب الوصف للواقع والاحداث التي جعلت ذات مرة ان يقول جلالته في خطابه امام الكونغرس الامريكي انني لا استطيع ان اصمت ؟
والخطاب السامي لجلالته وما يتبع من انتاج ثقافي جميعها اوراق عمل للنقاش والبحث ، ولو كان هناك تطبيق دولي لو لـ 20 % من طروحاتها لكان العالم وخاصة عالمنا العربي لكان افضل ، وهنا يأتي التركيز في البحث لجلالته في كلامه على القضايا المفصلية لازمات منطقتنا من حيث المسببات وهي عديدة وواضحة ثم العلاج وهنا المرارة والاسى حين يصطدم الحق بمنطق القوة .
جائزة رجل الدولة الباحث تدعو كل باحث ان ان يتوجه في علمه وأدبياته نحو خدمة الانسانية وثقافتنا الوطنية ،وايضا يتطلب منا استجلاء عناصر القوة لدينا ومن ثم ان ندرك ان كان هناك من يضعون العصي في الدواليب فيعطلون المسيرة الا بمقدار ما يخدم مصالحهم فتبرز هنا حالات الاقصاء والانتقاء والبعد عن الموضوعية والحقيقة ويجعلنا نتساءل عن مدى نقاء ساحتنا الثقافية الرسمية وفي مجتمعنا المدني . .
لنا في جلالة الملك عبدالله الثاني القدوة في السير نحو افق المعرفة الايجابية وخدمة بلدنا العزيز الذي ينتظر منا الكثير دائما .