اهل المدينة القديمة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
03-12-2009 12:01 PM
بينما كنت أسير في شوارع المدينة القديمة على رؤوس الجبال في طريقي إلى مضافة الحكماء، لم يسعني إلا أن أرى مظاهر الفرح والبهجة على وجوه أفراد الشعب الطيب.
ومما سمعته منهم وهم يتبادلون الحديث تأكد ظني أن هذه السعادة نابعة من قرار قائدهم المحبوب قبل أيام حل مجلس ممثليهم. فمنذ أن انتخب أبناء الشعب الطيب ممثليهم قبل عامين ساد لديهم شعور بعدم الرضا عن كل ما صاحب هذا الأمر.
وكانت السعادة بادية على الحكماء أيضا خاصةً أنهم تمنوا ذلك خلال لقائي بهم قبل عدة أسابيع. لكن علامات القلق بدت على ملامح بعض منهم، فقال احدهم "راحت السكرة وأجت الفكرة، ماذا بعد؟"
وافق أحد الحكماء معقبا: "ما حصل هو الخطوة الأولى لوضع الأمور في نصابها، لا بد من رسم الطريق وهندستها، ولابد من تضافر جهود كل المعنيين لوضع العربة على ذلك الطريق."
وعاتب آخر يجلس بعيداً قائلا : "انتو ما بتفرحوا حتى تقولوا يعدينا شر هالفرحة؟"
اعتدل كبير الحكماء في جلسته وقال : "إن مدينتنا القديمة على رؤوس الجبال ليس لها مثيل في العالم، ليس بتضاريسها ومبانيها فقط وإنما في طبيعة أهلها. لا توجد عائلة من أهل هذه المدينة إلا ودفعت ضريبة الدم في كل قضايا الأمة، فكانوا المبادرين لتبني ثورة العرب ضد الظلم، كما استقبلوا بنخوتهم المعروفة كل أحرار العرب فكانوا الملاذ الآمن لكل من تعرض لضيم، وكانوا العصيين دوما على كل طامع، والرمح الصلب مع قائدهم في التصدي لكل المؤامرات، لا تنحني هاماتهم إلا لله عز وجل. مدينتنا هذه فريدة، وهذا التفرد يجب أن يكون في حصنٍ حصين. وهو ما سيؤخذ بالاعتبار لدى سن قوانيننا. سيكون هناك دقة في وضع القانون وطرق تنفيذه، فالحداثة لا تعني تغيير الهوية في أي حال من الأحوال.
أهل المدينة القديمة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقد اعتادوا رعاية مدينتهم بأهداب العيون.
www.randahabib.blogspot.com