هل لطعامنا اثر على ارتفاع معدل الجريمة
د. محمد حيدر محيلان
21-11-2019 08:36 AM
أشتهي أن يمر يوم أو قل أسبوع، بدون أن نقرأ او نسمع عن رجل او امرأة او حدث أجرم بحق زوجته او زوجها أو أمه، أو أبيه، أو بحق آخرين من منطقته، من مستوى قضم الاذن لقلع العيون وحتى مستوى القتل والاغراق في غيابات المناهل والحفر الامتصاصية، واخر يقتل زوجته وأبناءه وينتحر، وأخرى تقتل ابناءها وتنتحر، وحسب التقارير الجنائية الرسمية، ان نسبة ومعدل الجريمة بازدياد عن الأعوام السابقة، ويعزي التقرير ذلك للتغيرات التي طرأت على المجتمع الأردني ومن تفاعلات اجتماعية واقتصادية وسياسية ، ولا اضن أن ذلك هو السبب المباشر لما يحدث عندنا.
وليس الشرف الذي كان علاقة ومشجب الجرائم الدائم، الذي نعلق عليه دائما اخطاءنا او انفعالاتنا وخطايانا.
كل يوم تطالعنا منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بتحذيرات خطيرة من الأكل الفلاني أو الشراب العلاني وانه السبب الاول للامراض الفاتكة مثل السرطان والجلطات والامراض العصبية والنفسية التي تؤذي العقل والنفس وتهاجم مراكز السيطرة والتعقل في الجسم، مما تؤدي لتفلت المصاب من ابسط ضوابط النفس الأخلاقية والدينية الى اكبرها، فيعتدي على محارمه جنسيا او جسديا ماديا او معنويا تعنيفا وتعذيبا وفي حالات كثيرة يتطور الاعتداء لجرائم مميتة وشنيعة .
بالإضافة لتحذيرات أخرى تصلنا عن الاشعاعات والانبعاثات الصادرة عن السجائر الاليكترونية والهواتف الخلوية الملازمة لنا ولاجسامنا لمدة ٢٤ ساعة متواصلة(يشمل ذلك وضعها على الشاحن الملاصق لسرير النائم) وكل الأبحاث المتعلقة بالهواتف تثبت ان الاشعاعات والتيارات المنبعثة من الهواتف خطيرة وقاتلة على المدى البعيد .
الا ان جميع التقارير والأبحاث المتعلقة بالجرائم المتصاعدة والعنف الاسري والضحايا المتزايدة الصادرة عن الأجهزة الأمنية ومراكز الابحاث تعزي ذلك لاسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية ثم الفقر والبطالة. ولم اجد باحثا فتش عن الطعام والشراب والأجهزة النقالة أو جعلها متغيرات مستقلة مؤثرة في سلوك الفرد الجرمي ، حيث كان الفقر فينا والبطالة منذ عقود طويلة والظروف الاجتماعية والاقتصادية جميعها كانت وما زالت!! فلماذا لم تكن الجريمة بهذه النسبة المرتفعة؟! وما زالت تتزايد كل عام ...
فهل تنحى مراكز الأبحاث الاجتماعية الخاصة والعامة والوزارات المعنية بذلك كوزارة التنمية الاجتماعية منحى اخر في الأبحاث والدراسات، فتاخذ جانب الطعام والشراب والتعرض للاشعاعات المنبعثة من الهواتف واجهزة اللعب الخاصة بالأطفال فتجعلها متغيراتها الرئيسية، لنعرف هل هي ذات سبب مؤثر على سلوك الفرد؟ ونبحث ذلك في دراسات واقعية موثوقة، وونستعين بمؤسساتنا المعنية بفحص الدواء والغذاء، وعمل دراسات وتجارب على الأجهزة الكهربائية والاليكترونية التي تلازمنا باستمرار وبالذات مع أطفالنا.
ففي تقارير صادرة عن مؤسسات رسمية كان اكثر المرتكبين للجرائم من الفئة العمرية من ١٨-٢٧ يعني هؤلاء جيل ما بعد التسعينيات وهو جيل الخلوي والانترنت والاطعمة الجاهزة والبلاي ستيشن والاندومي والمشروبات الغازية مع الأطعمة السريعة. أليس هذا وحده حري بان نبحث هذه المتغيرات بجدية ومسؤولية ونصل للحقيقة ونضعها بين يدي الناس والمسؤولين، لعلنا نحد من الجرائم المستمرة والانتهاكات اليومية للأطفال والنساء والرجال .
هذه دعوة للجامعات ومراكز البحوث والمهتمين والمعنين بالجريمة وبالصحة النفسية والعقلية في القطاعين العام والخاص ،فيا قوم ابحثوا وستعلمون ما أقول لكم، وافوض امري الى الله.