اعتمد الجنرال إميليو مولا قائد القوات الزاحفة نحو مدريد على أربعة طوابير من الثّوّار وطابور خامس كان قوامه خونة من داخل القوة المعادية.
ورغم أن هذا المصطلح القديم يوظّف أحياناً بشكل خاطئ في زماننا الحاضر، إلّا أن المقصود به واضح الدلالة ويشمل الجواسيس والأيدي الخفيّة وتلك التي تبثّ سمومها علانية كذلك.
ومع التطور التقني، تعتبر التكنولوجيا أقوى وسائل دسّ الدعاية الهدّامة وجسّ ردّ فعل الشارع حولها.
الجميع تقريباً يناهض فكرة المؤامرة الخارجيّة، ومعظم النخب وكذلك العامّة يلتفتون عنها رغم أنها حاضرة، فدراسة التاريخ من أبجديّات السياسة، كما يشكّل المحيط الملتهب بيئة خصبة لتلك النظريّة، وما أردنّنا الصّامد عن السّببين الأوّل والثاني ببعيد!
وما يعنينا في هذا المقام هو مطالعة الماضي ومنابع الحديث قبل البحث عن النوايا، فكلّ إناءٍ بما فيه ينضح، والأثرُ يدلّ على المسير، والكلمة مرآة صاحبها.
لا نقلّل من وحدة لحمتنا الوطنيّة وإيماننا بقيادتنا ومؤسّساتنا، لكنّ الكَيّسَ من اتّعظ بغيره، وكم من دولة سارت في طريق معتمٍ روّج أصحاب الفتنة إليه حتّى بات خطّ الرّجوع حلماً مستحيلاً..!
نحن بخير، بفضل االله وحكمة القائد وإخلاص النشامى والنشميّات، وما يليق بهذا الثّوب البَهِيِّ إلّا أن يبقى ناصعاً، وهذه مدعاة وأد الفتنة والالتفات عن أبواقها، فمن يريد خيراً للوطن فليعمل، وليعلم أنّ الأوطان لا تُبنى إلّا بالعقيدة والإيمان، وكلّ ما هو دون ذلك واضح الدلالة والإشارة.
وسيبقى الأردنّ بعون االله القلعة الشامخة التي تتكسّر على أسوارها مكائد الحاقدين.
(الرأي)