التحدي الملیوني للسیاحة الأردنیة
الاب رفعت بدر
21-11-2019 12:27 AM
بالتزامن مع احتفال وزارة السياحة والاثار بالزائر رقم مليون الذي يدخل البترا هذا العام، دُعيت مع هيئة تنشيط السياحة، وبتنسيق مع
سفارة الأردن لدى باريس، للمشاركة في التجمّع السنوي للمكاتب السياحية التابعة للكنائس والأبرشيات في فرنسا. ولعلّها المرة الأولى التي يشارك بها وفد أردني في هذا الاجتماع السنوي، وأتيح له الحديث أمام مسيّري السياحة الدينية ومنظميها من مختلف مناطق فرنسا.
الوضع مطمئن والحمدالله، وهنالك عدد -بالعشرات- من رحلات الحج التي تعتزم المجيء إلى الأردن في السنة القادمة والتي تليها. وعندما بدأت بالحديث أمام 150 مسؤول رحلات الحج، وسألتهم من الذي أتى إلى الأردن؟ الأيدي كلها مرفوعة. ومن سيأتي العام المقبل، عدد كبير من الأيدي، وهنالك رغبة جادة في إكمال مسيرة التعاون السياحي.
تشكل الوفد من كاتب السطور وممثلة السفارة السيدة سامية نسطاس ومدير السياحة الدينية في هيئة تنشيط السياحة عامر الطوال ومسؤول «السوق» الفرنسية مجد أبو عرقوب.
تم الحديث عن طرق مسارات جديدة للحج -المسيحي- إلى الأردن، بالتركيز على الأماكن التاريخية، ولكن من خلال التركيز على الشخصيات الدينية التي عاشت في بلادنا، مثل الانبياء ابراهيم وموسى ويوحنا المعمدان الى جوار السيد المسيح والسيدة العذراء والرسل والشهداء. لذلك، ومثلما كان الحال في ايطاليا في أعوام سابقة، تم الاتفاق على الاّ تحتوي الاعلانات: زوروا الأردن «و» الأرض المقدسة: بل أن تزاح الواو وتعامل الأرض الأردنية جزءا من الأرض المقدسة وليس ملحقا. فصرنا نقول: زوروا الاردن الأرض المقدسة، وهذا سيكون تمثلاً بزيارة «مجموعة» البابوات إلى الأردن منذ القديس بولس السادس 1964، والقديس يوحنا بولس الثاني 2000 ،والبابا بندكتس السادس عشر 2009 ،والبابا فرنسيس 2014 حيث حملت الرحلة في كل مرة شعاراً واحداً هو: الحج إلى الأرض المقدسة: الأردن
وفلسطين..
ثانياً تم التركيز على واجب الإلتقاء بالأردنيين:اولا كعائلات وكنائس وأفراد وتجمعات، وذلك من أجل مدِّ جسور من التواصل بين الكنائس المحلية وكنائس الغرب. وثانياً من أجل الاطلاع على حياة الإيمان التي تعيشها كنائس الأردن منذ أقدم العصور، والتعرف على المؤسسات الروحية والتربوية والخدماتية التي تقدمها كنائس الأردن لخدمة المجتمع الأردني وضيوفه من الأشقاء والأصدقاء والمهجرين واللاجئين.
وكذلك تهدف هذه اللقاءات مع المجتمع المحلي الى التعرف على واقع العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وهو أنموذج عالمي رفيع في المودة والحوار الحياتي اليوميوالتعاون. وقد عبرنا للاصدقاء الفرنسيين عن استعدادنا لمساعدتهم في حلهم
وترحالهم، فنحن لسنا مكتباً سياحياً ولكننا نشجع السياحة الى بلدنا لنفيده اقتصاديا، ولنسوّق للأردن بصفته ارضا مقدسة.
لقد سرَّت هذه الأفكار مجمل الحاضرين. وأعتقد بأننا سنشهد تقدماً في قادم الأشهر والسنوات، لكي يأتي السياح والحجاج فيتمكنوا من ربط جسور متينة من التعاون والمودة والصداقة مع المجتمع المحلي. فالأردن، ليس حجارة قديمة تُزار ويقف السائح عندها لالتقاط صورة تذكارية، ولكنه وطن آمن ومستقر بفضل قيادته الحكيمة وشعبه المعطاء.
(الرأي)