في الواقع ان مدينة الزرقاء برغم عدد سكانها الكبير والذي يصل الى ما يقارب المليون نسمة تعاني من عدم وجود جهة حقيقية لانتاج فن مسرحي حقيقي بإخراج ونص وسينوغرافيا كاملة .
وزارة الثقافة رخصت جمعية الزرقاء للفنون المسرحية للقيام بهذا العمل لكن للأسف تحول عمل هذه الفرقة الى عمل اداري بحت ، كيف ذلك ؟
في كل صيف تعمل هذه الفرقة على تنظيم مهرجان صيف الزرقاء وتدعو الدول المشاركة وتختار لجنة تحكيم ثم تعرض هذه الفرق اعمالها لمدة اسبوع وبعد ذلك ... لا شيء .
هذه المهرجانات الصيفية في واقع الامر هي ليست عمل ابداعي اطلاقا ولا تنتمي لانتاج مسرح حقيقي وبإمكان ثلاثة أو أربعة موظفين من وزارة الثقافة القيام بكل تلك ألاعمال الادارية ، لانها ببساطة لا تحتاج الى ابداع ، حتى العرض المسرحي الاردني الذي يعرض في المهرجان هو عرض لا علاقة له بالفرقة اطلاقا !
إذن نحن امام فقر حقيقي أو اذا شئنا القول بأن اسم الفرقة ( للفنون المسرحية ) بعيد كل البعد عن الغاية التي وجدت من اجلها .
استعرضت صفحة الفرقة لأرى ما أنجزته فلم أر شيئا مهما الا عقد بعض الامسيات وعرض افلام وهذا كله تقوم به مؤسسات رسمية وخاصة في الزرقاء ، مركز الملك عبدالله الثقافي ، نادي اسرة القلم ، رابطة الكتاب فرع الزرقاء .
اعتقد ان الفرقة وبهيئتها العامة من المؤكد انها تحتوي على فنانين لهم ارصدة فنية في المسرح والدراما ، اذن يجب ان يكون هناك انتاج حقيقي للمسرح .
جمهور الزرقاء جمهور ذواق ومتعطش للمسرح واكبر دليل على ذلك النجاح الجماهيري الهائل الذي حققه مهرجان مسرح الطفل العربي الذي قامت على تحضيره جمعية نادي الطفل بالتعاون مع وزارة الثقافة ، في الواقع ان الدهشة اعترت الجميع حين رأينا المسرح قد امتلأ كاملاً وكان الجمهور يتفاعل مع كل عرض مسرحي .
اذن وامام هذا الحضور يجب ان يفعل دور فرقة الزرقاء لعمل مسرحي ولو عملين في السنة وذلك لاثبات دةرها التي انشئت من اجله وليس فقط لمهرجان في الصيف لمدة اسبوع وبعد ذلك تبقى في سبات لمدة عام كامل