أنشأ الإنسانُ آلاف كليات الطب في كل أنحاء العالم، من اجل التعامل مع اعضاء جسمه، معرفةً ووقايةً وعلاجًا.
ولمّا يزل الإنسانُ يحبو ويلثغ أمام مكونات جسمه المذهلة. وسيظل الأكثر إِدهاشا، هو وجود ناظم ونظام «كمبيوتر مركزي» هائل، ينسّق بدقة كاملة، عملَ ملايين الخلايا والأجهزة والعناصر، الموجودة في أجسامنا، لعشرات السنوات، بلا توقف.
حين نتأمل أنفسنا، نجد فينا آلاف المعجزات: فالقلب معجزة والدم معجزة والدماغ معجزة والأعصاب معجزة والعظام معجزة.
والأجهزة: التنفسي والهضمي والبولي والتناسلي، معجزة.
والسماء والفضاء والبحار والأرض والنبات والحيوان والطير والحشرات، معجزة.
وغرائز الأمومة والأبوة والبقاء والحب والكره والعاطفة معجزة.
والوعي والإدراك والألم واللذة والحزن والإحساس والنسيان والذاكرة، معجزة.
تفكروا مثلا في ماء العين الذي هو جزء من آلاف الأجزاء التي تتكون منها العين. سائل العين لا يتجمد حتى 70 درجة مئوية تحت الصفر. مما يُمكّن سكانَ القطبين من الرؤية.
دماغُنا البشريّ يتكون من مئة مليار خليّة عصبيّة !! وهو ما يساوي عدد النجوم في مجرَّة درب التبانة. ويستطيع هذا الدماغ، تخزين ما يقارب 2.5 مليون جيجابايت، في حين أنّ هاتف أيفون 7، يُخزِّن 256 جيجابايت كحدٍّ أعلى.
لقد صمم الله «روديتر» تبريد في الدماغ البشري، هو التثاؤب! للتغلب على الحرمان من النوم، الذي يؤدي إلى رفع درجة حرارته.
يتسابق العلماءُ للحصول على جوائز نوبل في الطب. وقد تقاسم الجائزة العام الحالي 2019، ثلاثةُ علماء هم وليام كايلين من هارفارد وجريج سيمينزا من جون هوبكنز والسير بيتر راتكليف من أكسفورد، وذلك «لاكتشافاتهم العظيمة في فهم كيفية تفاعل خلايا أجسامنا مع وفرة أو ندرة الأكسجين، تلك الاكتشافات استغرقت من العلماء الثلاثة جهدًا مكثفًا تراكميًا على مدار سنوات».
تخيلوا ان هذه الجزئية البسيطة في جسم الانسان، وصفها مانحو جائزة نوبل للطب بـ»الاكتشافات العظيمة».
في أجسامنا ملايين الدلائل على الكمال والجمال الذي خلقنا الله عليه. وإننا لنشكر ونذكر نعم الله علينا، التي أبرزها وأكبرها انه سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن تقويم.
(الدستور)