أداء دبلوماسي رفيعمحمد الطراونة
18-11-2019 03:09 PM
لم تكن سهلة ابدا مفاوضات السلام التي خاضها الأردن مع إسرائيل .بل شاقة ومعقدة واخذت من الوقت والجهد الذي بذله نخبة من أبناء الوطن الذين تصدوا بكل كفاءة واقتدار في ظروف صعبة لقيادة هذه المفاوضات ،وتابعت جزء كبيرا منها من خلال مشاركتي في تغطية مسار الجوله الثانيه من المفاوضات التي عقدت في واشنطن بفريق تفاوض كفؤ صاحب خبرة وتجربة وصدق انتماء وإيمان شديد بأهمية استعادة حقوقنا الوطنيه في الأرض والمياه كان على رأسها رجل الدوله الكبير المتمرس المجرب نجاحه في كافة المحافل الدكتور عبدالسلام المجالي ومعه فريق من كفاءات الوطن سهر الليالي وأمضى الأيام والساعات أعدادا دقيقا لكل الجوانب التي شملها التفاوض ونذكر تماما العناد والصلف والتعنت الإسرائيلي ومفاوضات الكردور التي استمرت أسابيع لرفض الوفد الإسرائيلى القبول بوجود وفد فلسطيني وتجاوز الأردن هذه المعضله بتأمين المظله للوفد الفلسطيني حتى وصلنا لمرحلة استقلالية الوفد الفلسطيني بعد جهود اردنية مضنيه،وتواصلت الدبلوماسية الأردنية التي قادها الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه لحظة بلحظه بما افضى الى معاهدة سلام اعادت الحقوق الأردنية في الأرض والمياه وكان الجهد الدبلوماسي لا يقل أهمية وخطورةعن الجانب العسكري ،فاعيدت الحقوق كاملة ،وبقيت هناك أراض اردنية فى الباقورة والغمر مؤجرة الى الجانب الإسرائيلي لمدة خمس وعشرين سنه وفور اقتراب انتهاء مدة الاجاره جاء القرار الملكي التاريخي الذي اتخذه جلالة الملك عبدالله الثاني بإنهاء العمل بملحق معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل،ولاقى القرار ارتياحا وطنيا ادخل الفرحة في قلوب الأردنيين وعمت الفرحة ربوع الوطن الغالي وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أول من زار الاراضي المستعاده وادى الصلاة فيها وتكحلت عيون الأردنيين بدخول أرضنا المستعاده،إذن كان وراء هذا القرار التاريخي جهد دبلوماسي قوي وجريء قاده جلالة الملك ونفذه نخبة من أبناء الوطن في وزارة الخارجية على رأسهم الوزير النشيط الكفؤ ايمن الصفدي وأثبتت الدبلوماسية الأردنية وجودها بقوة في الوقت المناسب ،ويسجل لهذه الدبلوماسية قدرتها الفائقة في خوض معتركات مع جانب معروف بعناده ،ولم تفلح كل محاولات الضغط التي مارسها الجانب الإسرائيلي على الأردن لعرقلة تنفيذ قراره التاريخي ،وسجل الوطن نجاحا كبيرا في إعادة سيادته على تراب عزيز ذراته لا تساويها كل أموال الدنيا ،هنيئا للقائد وللشعب وللدبلوماسيه الرفيعه هذا الإنجاز الوطني التاريخي. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة