الى خادم الحرمين الموضوع : لبنان
ناهض حتر
26-05-2007 03:00 AM
عند توليكم الأمر ، قرأت تعليقا في \" النيوزويك\" الأميركية، يقول: \" علينا الانتباه ، فنحن نقتل أقرباء الملك عبد الله في العراق، من قبيلة شمر\". ومن وقتها انتظرت منكم كلمة صريحة حول المأساة العراقية ، قلتموها ، بجلاء، في قمة الرياض،حين أعلنتم الوجود الأميركي في بلاد الرافدين ،\" احتلالا أجنبيا غير مشروع \". وفي رأيي أن هذا الاعلان الصادر عن \" خادم الحرمين\" ، كان مسمارا في نعش ذلك الاحتلال.
ولا بد لي أن أذكر، هنا ، ايضا، رعايتكم للاتفاق بين \"فتح\" و\"حماس\"، والمصالحة
مع الرئيس بشار الأسد ، والاتصالات الايجابية مع \"حزب الله\"، ودفعكم باتجاه التأكيد على حق العودة في مبادرة السلام العربية.
ولقد ساهمت لقاءاتكم مع الرئيس الايراني أحمدي نجاد، في تخفيض حدة التوتر في المنطقة، وصد الهوس الحربجي لدى ادارة بوش الصغير.
وكل ذلك يدفعني للتساؤل: لماذا فشلتم في لبنان ؟ ولماذا تتركون هذا البلد الرائع للحرائق؟
من المفروض أن للسعودية نفوذا كبيرا في لبنان،فهل هو معطل بالضغوط الاميركية؟ـ ان أميركا الآن في لحظة ضعف لا قوة.ـ أم هو معطل بسبب افتقار\" تيارالمستقبل\" لقيادة ذات أفق استراتيجي؟ ـ أفليس نصح الحليف واجب ؟ ـ أم بسبب سيطرة أميري الحرب الأهلية ، وليد جنبلاط وسمير جعجع، على تحالف \" 14 آذار\"؟ ـ فهل هذان حليفان للسعودية حقا؟ ـ
لا أجادل في حق السعودية في اختيار الجبهة السياسية التي تدعمها في لبنان، ولكنكم لا بد ترون الأداء السياسي المغامر والخطر لجبهة\" 14آذار\". اننا بازاء ائتلاف يريد ـ بأي ثمن ـ الاستئثار بالسلطة والقرار في بلد له تركيبة خاصة تعددية ، ولا يمكن ان يستقر من دون التوافق الوطني. وهو نهج مفتوح على الهاوية.
و اشير، هنا، الى ان الأزمة الحالية البالغة الخطورة التي تكاد تنذر بانفراط الدولة اللبنانية، أعني أزمة \" فتح الاسلام\" ، هي ورطة اصطنعتها السياسة اللامسؤولة للحكومة اللبنانية الحاضرة. فقد أصبح معروفا ومكشوفا أن الأخيرة هي التي استقدمت هذا التنظيم الارهابي ، ومولته ، وسلحته ، بهدف تكوين ميليشيا سنية ضاربة في مواجهة\" حزب الله\". وها هي اليوم تواجه ـ مع لبنان كله ـ هذه الكارثة التي لا يفيد ـ بل من المضحك ـ تلفيق نسبتها الى دمشق.
آخر ما بقي للبنان من المؤسسات الوطنية الموحدة هو الجيش اللبناني الذي تدفعه سياسات\" 14 آذار\" المغامرة ، اليوم ، الى معركة استنزاف لا يعرف احد مداها، بينما ظهور \" القاعدة\" على مسرح العمليات في لبنان، يؤذن بانفراط الأمن الوطني ، وافتعال اقتتال سني ـ شيعي ، وآخر ، مسلم ـ مسيحي. ف \" القاعدة في بلاد الشام \" أنذرت بأنها سترد على اقتحام مخيم نهر البارد .. بقتل المسيحيين . وهكذا ، فنحن على موعد مع مقتلة للمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، سوف تدحرج ، في دائرة ردود الفعل، الى حرب بل حروب أهلية على أرض لبنان.
ان التدخل السعودي الحازم أصبح واجبا الآن، بعدما تبين ان الفراغ السياسي والصراع الداخلي الحاد المديد ، من شأنهما كشف لبنان امام التفاعلات الدولية والاقليمية البالغة الخطورة.
تدخلوا في لبنان، اولا، لمنع انفجار حرب مخيمات. تدخلوا ، بلا تأخير، لضمان معالجة أزمة مخيم نهر البارد، من خلال الفصائل الفلسطينية، واخراج الجيش اللبناني من هذا المأزق.
تدخلوا في لبنان،ثانيا، من أجل المصالحة والتفاهم الداخليين واقامة حكومة وحدة وطنية ، قادرة على التصدي للمخاطر وحفظ السلم الأهلي وتقديم الخدمات للمواطنين.
ولضمان النجاح في هذا المسعى تجاهلوا المتطرفين من كلا الجانبين، الى تفاهم ثلاثي للقوى الرئيسية في لبنان:\" تيار المستقبل\" ، و\"حزب الله\"، و\"التيار العوني\".
هذه القوى تملك الأغلبية الشعبية والبرلمانية الكاسحة، ويمكنها ، اذا تفاهمت، انقاذ البلد. وليس جديدا أن السيد حسن نصر الله والجنرال ميشيل عون ، مستعدان. بقي عليكم تحرير الشيخ سعد الحريري من حلفائه ومستشاريه، واجتذابه الى جادة الوحدة الوطنية.