شيء ثقيل على النفس تفاصيل جريمة فاطمة وفقئ عينيها من قبل زوجها ، حقيقة كنت سأكتب يومها ولكن أعترف أن حجم بشاعة الجريمة لجمت لساني ..
المرأة في عرف الأردني بموضع عينيه ، والتي كتبنا فيها أجمل القصائد ، وكان الأردني ينادى بإسم إخته ، وهي التي تراق الدم دونها ، وتشتعل المعارك إن صابها ضيم ، وأغلى من الروح هي .. ونقرأ أشعار نمر بن عدوان شاعر الوفاء والحب ، وكيف كان يتغنّى بها ، وظل يبكيها بعد وفاتها كناية عن وفائه وعشقه لها ..
فيا خجلنا ويا سوء ما فعلت بها ، فإن كان ضرب المرأة وشتمها من نقائص الرجال فماذا نقول لمن يحدث فيها عاهة ، ويغتصب أنوثتها بإسم الزواج المقدس ، فبدلا من يكون لها النصير والسند يصبح هو العدو ، وبدلا من أن يكون المأمن والحامي يصبح موضع الخائن .
وعندما تطلب المرأة للزواج كانت تسير الجاهات إكراما لها ولأهلها ، وهم عزوتها وسيفها ، وتساق لها المهور ليس ثمنا لها ولكن تكريما لقيمتها العالية بعيون أهلها وزوجها .
لا تقولوا أن الفقر يغيّر الناس ، فقد كانوا أهلنا فقراء أكثر منا ، ولكنهم يمتلكون أخلاقا وقيما أكثر من الذهب وأغلى من الدنيا ، ولكن من يعتدي على إمرأة ضعيفة وأم عياله فلا سبب إلا الخسة والنذالة والبعد عن قيم الرجولة ونواميس أخلاق الأردنيين ، والفقر من كل قيم الإنسانية والأديان السماوية .
جريمة " عيون فاطمة " وصمة في جبين مجتمعنا ، كيف يترك هؤلاء الوحوش طلقاء ، ينشؤون أسرا وينجبون أطفالا وهم غير أسوياء ، لذا أتمنى أن تطلق المؤسسات والمراكز التي تنادي بحقوق المرأة حملة " لعيون فاطمة " للتوعية وزيادة التثقيف بحقوقها ، وأن لا تسكت على العنف المتزايد على حساب كرامتها ، وتستهدف النساء خارج عمان والأطراف ، وهذا أهم من ورشات الفنادق والبرزنتيشن لتمكين المرأة والإبتعاد عن تشجيع صناعة الصابون والزعتر ، المطلوب الوعي ثم الوعي أكثر ، أما فاطمة عسى الله يجبر كسرك ويشفي جرحك .