العرب والديموقراطية (3 مشاهد)
د. عزت جرادات
17-11-2019 10:48 AM
*المشهد (1): الديموقراطية....
- تمثل الديموقراطية أحدى المثل العليا ذات الطابع العالمي كما أنها ذات عمق أنساني يمتد آلاف السنين، ولذا، اعتبرتها منظمة الأمم المتحدة أحدى القيم الأساسية، وحرصا منها على تنميتها والنهوض بها أوجدت (صندوق الأمم المتحدة للديموقراطية) بهدف تمويل منظمات المجتمع المدني، عالمياً، وتشجيعها في نشر الوعي الديموقراطي، وفي (8/9/2007) اتخذت (المنظمة) قراراً بأعلان الخامس عشر من أيلول (15/9) يوماً دولياً للديموقراطية، تعرض فيه حالة الديموقراطية في العالم.
*المشهد (2): العرب والديموقراطية...
- كثيراً ما تتردد عبارة أو مقولة (الشعوب العربية لم تصل بعد إلى مرحلة النضوج بما يسمح لها بممارسة الديموقراطية بجميع أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية، وهذا الزعم الزائف ينبثق من اتجاهات ترى أن الديموقراطية نظام متطور يصلح لشعوب ذات مستوى عال من الوعي الثقافي الاجتماعي التربوي، وأن الشعوب العربية غير مهيأة في المرحلة الراهنة للتجارب الديموقراطية.
- أن من يروج لهذه المقولة والاتجاهات هم المستفيدون من الأنظمة غير الديموقراطية، حفاظاً على مصالحهم ومكاسبهم فثمة دول ديموقراطية حالياً مرّت بنماذج عديدة من أنواع الحكم، الأوتوقراطي أو الاستبداي والشمولي، وبعضها لا يملك تاريخاً ثقافياً أو حضارياً أبعد من مرحلة الاستعمار، ومع رحيله، تحولت إلى نهج ديموقراطي، وأصبحت نماذج ناجحة في الديموقراطية.
- أن بطء أو فشل الإصلاح أو التحوّل الديموقراطي في المنطقة العربية، كما يرى بعض المفكرين، يرجع إلى ضعف فعالية النخب الفكرية ودورها الهش في التحفيز للمشاركة السياسية والثقافية والاجتماعية التي تحدث تغييرات في مسارات المجتمعات، مع أن الأصل أن تكون تلك النخب، وهي الفئة الأقل في المجتمعات على مرّ العصور، أن تكون الأكثر تأثيراً في أحداث التغيير الاجتماعي أو التحول الديموقراطي.
* المشهد (3): هل يريد العرب الديموقراطية؟
- ثمة تساؤلات من قبل:
هل يريد العرب فعلاً الديموقراطية؟ وهل هم مستعدون لها؟ وهل ينجح التحول الديموقراطي في مجتمعات متباينها: ثروات هناك، وشحّ في الموارد في أماكن أخرى، وكثافة سكانية في منطقة، واختلال اقتصادي مع تحديات (جيوسياسية)... وتساؤلات أخرى عديدة تتبادر إلى ذهن كل مواطن عربي.
- (تتبوأ) المنطقة العربية الموقع المتدني في مؤشر الديموقراطية على مستوى أقاليم العالم، فحصلت على الرقم (3.54) من (10) وهو أضعف أرقام المناطق الإقليمية العالمية، والتي كان أعلاها منطقة أمريكا الشمالية بمعدل (8.56) وذلك لعام 2018م.
- أن التحوّل الديموقراطي في المنطقة العربية يعاني مرحلة الإعاقة، فالديموقراطية لم تعد أولوية، كما أن العوامل الدافعة لها قد تلاشت أو على وشك، وأحتل مكانها دوافع تحفز إلى الاهتمام بأدنى مستويات (هرم الحاجات الإنسانية المتمثلة (بالحاجات الفسيولوجية والأمنية والاجتماعية وتحقيق الذات أو الأماني). ففي المسح الذي أجري عام (2018) واشتمل على عشرة أقطار في المنطقة، والذي أصدره (مركز اتلانتك كاونسل) وهو مركز استطلاعات عالمي، فقد أشار التقرير أن أولويات المنطقة الرئيسية الثلاث كانت توفير فرص العمل، والحصول على التعليم الجيد، وأهمية الإصلاح السياسي.
- أما ابرز نتائجه الثلاث فكانت:
- أن العرب لا يرفضون الديموقراطية، وأنها أفضل شكل للحكومات.
- ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعوب الاقتصادية.
- أهمية الإصلاح السياسي الذي يؤدي إلى الديموقراطية.
الدستور