صفحاتٌ مَلَلناها توّشحَت بالمفاضلةِ بين الرجلِ والمرأةِ وكأنّهما ندًا لبعضِهما في حلبةِ مصارعةٍ الفوزُ فيها للأقوى! قُسمَّت بين نصيرٍ ومناهضٍ ونحنُ تائهون بين هوامشِها!
كتبَتْ إحداهُن رسالةً إلى نصفِها المنتظر، أمّا بعد:
إليكَ يا ابن قلبي أرسمُ مسارَ حياةٍ بنبضٍ من الاحترامِ والاهتمامِ يروي الحُبَّ فينبتُ ويزينُ لنا الطريق، أحتاجُ رجاحةَ عقلِك شمسًا لصباحي وقنديلًا لظلامي، أمدّه بقوتٍ من عاطفةِ قلبي تحتويهِ وترعاه؛ ليستمرَّ في النضوج ريّانًا رزينًا،
أحتاجُ غيثًا من الأمانِ أستمدُ منه قوةَ عاطفتِي يجعلني عاريةَ الريبةِ، وكلما مالَ غصني تحرسُه أنفاسُك وأورق، أريدُك لحاجاتي سدادًا ولشدائدي فارسًا، وأن أزدادَ بِكَ قوةً ومضاءً؛ تعطيني المساحةَ أزرعُ فيها البذور، ترويها وتهتمُ بها فترتدي حلةَ الفرحِ ونحصدُها معًا.
هكذا تكون دورة حياتنا أنتَ وأنا وكلانا، فإن قبلت التكاملَ في المعادلةِ كنت لكَ أهلًا وموطئًا سهلًا، وإن لم تقبل لكَ ما أردتَ في طريقٍ آخرٍ تسلُكُه.