من السلط الى الباقورة .. الطريق يزخر بمقامات الأنبياء والصحابة
د.محمود عواد الدباس
15-11-2019 12:55 AM
كان يوم الخميس الموافق 14/11/2019م هو اليوم الذي تشرفت خلاله برفقه عدد من السلطيين والبلقاويين بزيارة الباقورة بدعوة من مجلس محافظة البلقاء الذي قام على اعداد الزيارة . لكنني و بكل صراحة ومنذ البداية كنت متشككا تجاه قبول الدولة لهذه الزيارة ، و بعد الموافقة كنت متخوفا من الفائها . ترجمة لشكوكي و مخاوفي ، سئلت القائمين على ترتيب الزيارة صباح الخميس، هل اخذتم موافقة رسمية . قالوا نعم ؟. لكن ما هي دقائق معدودة من بعد انطلاق الحافلات الثلاث التي حملت الزائرين ،حتى جاء خبر الغاء الزيارة ، هكذا بكل بساطة ، لن يسمح لكم بدخول الباقورة؟ . كان ذلك الخبر قاسيا علينا ، و كانت ردة الفعل السريعة ، مستمرون . كنا نأمل ان تغير الدولة رأيها عندما نصل الباقورة ، فنحن شعب يعيش على الأمل ، حتى وأن كان ذلك الأمل عاطفيا وغير منطقي . أما الخيار الثاني اذا لم تغير الدولة رأيها ، فأقلها أن ننظر الى الباقورة من بعيد ؟. كنت اتذكر في عقلي الباطن ، أنني زرت الباقورة ودخلتها قبل 24 سنة في العام 1996م ، مع وفد طلابي من الجامعة الأردنية عندما كنا طلبة في مرحلة البكالوريس.
في بداية الطريق ، طلبت من جميع ركاب الحافلة أن ندعو دعاء السفر ، استخدمت الميكروفون ، لضمان ارتفاع الصوت ، كنت ادعو وهم يعيدون ورائي . بعد ذلك طلبوا مني أن اقدم شرحا ح ملابسات الباقورة ؟. تحدثت عن ملكيتها . وعقدت مقارنة بين الامتيازات التي منحت لمالكيها بموجب ملحق معاهدة وادي عربة في العام 1994م ، وما بين واقع الاجراءات الجديدة 2019م تجاهم بعد قرار الفاء العمل بملحق الباقورة في معاهدة السلام الاردنية – الأسرائيلية . بالطبع كان الهدف من المقارنة الاشارة الى تراجع حجم هذه الامتيازات التي يمتمع بها مالكو اراضي الباقورة 820 دونما .
في تلك الزيارة ، كان البعد الديني حاضرا في الزيارة ، جغرافيا ، و حوارات . فنحن انطلقنا من مدينة السلط ، الزاخزة بمقامات الانبياء ، وخاصة مقام الرسوم يوشع بن نون- شمال السلط - ، وهو احد رسل بني اسرائيل ، الذي دخل اريحا من شرقي الاردن . ثم اكملنا صعودا ، باتجاه ، الاغوار ، حيث مررنا من الاغوار الوسطي ، حيث مقام الصحابي ضرار بن الازور ، وبعده مقام الصحابي ابو عبيدة ، و عندما دخلنا الاغوار الشمالية في ذات الاتجاه صعودا ، مررنا بمقام الصحابي معاذ بن جبل ، حتى وصلنا الى الباقورة ؟.
عندما وصلنا الى الباقورة - لها بوابتان اثنتان- . طلبوا منها العودة ، فقرار منع الزيارة لنا و لغيرنا صدر من قيادة الجيش العربي الاردني ، بسبب القيام بأعمال انشائية واعمال صيانة ، مع القول انه سيسمح بالزيارات في الأيام القادمة القريبة جدا . طبيعيا علت الكابة وجوهنا ، فقد تبدد الامل ان نراها من داخلها ، لا أن ننظر اليها من بواباتها البعيدة ؟. بعد دقائق استوعبنا الازمة ، وقلنا لأنفسنا ،المهم اننا جئنا اليها ، حتي وان لم ندخلها ، يعزز ذلك أن القرار بالمنع هو قرار عسكري و امني . في طريق العودة ، وهو ذاته طريق القدوم ، قررنا ان نصلي الظهر و العصر قصرا في مسجد الصحابي ابو عبيدة في الاغوار الوسطى ، بعد ان كان املنا ان نصليهما في الباقورة حيث صلي الملك صلاة الظهر هنالك في الباقورة ؟.
ختاما ، كانت رحلة ، او مشروع رحلة ، لم يكتب لها النجاح . ذهبنا الى الباقورة ،لم ندخلها، لكنها رأينها من بعيد . لربما اعود لزيارتها مرة ثالثة . لكن في حالة واحدة فقط ، ان تكون هنالك ضمانات اكيدة بعدم الغاء الزيارة بعد الموافقة عليها ؟