المطالع لأرشيف الصحف العربية، والباحث عن أشكال الدعم العربي لفلسطين يرى محاولات عدة لإعانة أهلها، وربما أكثرها بساطة وتعبيراً عن تقديم هذا الدعم الإصدارات الخاصة للطوابع التي أصدرتها دول عربية لدعم أهلها.
جاءت هذه الإصدارات بعد أن تناولت تقارير قيام رجال أعمال يهود بشراء الأراضي من أصحابهم بأموالٍ طائلة، حيث قرر سفراء ومندوبو الدول العربيّة في جامعة الدول العربيّة إنشاء صندوق ماليّ لإعانة عرب فلسطين.
فاقترح بعض المشاركين في الاجتماعات التحضيريّة للمؤتمر العربيّ العام بالاسكندرية، إمكانيّة إصدار طوابع بريدية تُلصق على جميع المكاتبات ويُرصد ريعها لأراضي عرب فلسطين.
وذكرت جريدة الدفاع في عددها الصادر يوم 15 حزيران 1947 أنه اعتباراً من 16 حزيران ستبدأ حكومة المملكة الأردنيّة الهاشميّة باستعمال الطوابع الخاصّة لإعانة عرب فلسطين.
والإصدار الأردني الخاص لدعم وإعانة اهالي فلسطين قُدر بـ 50% من قيمة الطوابع الأصلية التي تُستعمل في المعاملات الرسمية.
وأوردت الصحيفة صورة لنموذج الطابع الأردني الذي حمل صورة الصخرة المشرفة والملك الشهيد المؤسس، بالإضافة إلى نقوش عربيّة وإسلاميّة، وكتبت عليه عبارة "إعانة عرب فلسطين".
كما ذكرت صحف فلسطينية أخرى أن الحكومات العربية بدأت بدراسة الفكرة تمهيدا ًلتطبيقها لتكون عائدات بيع الطوابع للناس دعماً لصندوق الأمة الفلسطيني وللوقوف بوجه المد الصهيوني وماله الذي حاول شراء أراضي من فلسطين.
إن هذا النموذج من المبادرات القائم على الشراكة الرسمية الشعبية، برغم عدم فعاليته آنذاك لتراخٍ أو سواه إلا أنها من الأفكار التي تستحق الدعم، خاصة وانحسار الكثير من روافد دعم صمود الفلسطينيين وما باتت تشكله قضية وكالة مثل "الأونروا" وتمويلها من ضغوطات تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
خاصة وأن فكرة الطوابع باتت اليوم تحمل رمزية لدى كثيرين، فضلاً عن أنها سلهة التطبيق، ومن الممكن أن تؤسس لتكاتف شعبي عربي ...