أحسنت وزارة التربية والتعليم تاريخياً في إستحداث البرلمان المدرسي كلبنة أولى على طريق إنشاء جيل يؤمن بالديمقراطية ويمارسها على اﻷرض، فكانت فرحة كل من فاز من الطلبة عارمة وبنفس الوقت كانوا منهمكين لما سيقدمون لزملائهم الذين أجمعوا عليهم ومنحوهم ثقتهم:
1. بداية العملية الديمقراطية بالممارسة تبدأ من البيت فالمدرسة من خلال إنشاء جيل مؤمن بدمقرطة الواقع والحياة المدنية لا من خلال اﻹنتماء ﻷحزاب شكلية.
2. ربما يكون السبب الرئيس في فشل اﻷحزاب لتقديم المفيد هو إستخدام نظام الفزعة لتشكيلها واﻹنضمام إليها على 'كَبَر' من قبل أشخاص يفتشوا عن المنافع لا خدمة الوطن والناس.
3. نماذج الشباب الطامحة في المشاركة بالتغيير يجب أن تكون برامجهم واقعية بتقديم الممكن لزملائهم في بيانهم اﻹنتخابي الذي يطبعونه بأنفسهم ويعملوا دعايته اﻹنتخابية التي يكتبوها أيضاً بأنفسهم والتي تتمحور نحو خدمة الطلبة دون تجمل أو منّة، فيفوزوا كنتيجة لعملهم ومسيرتهم لا لشعاراتهم أو إرثهم أو مالهم السياسي، ويتطلعوا ﻷن يساهموا وزملائهم في تجذير الثقافة الديمقراطية.
4. الثقافة الديمقراطية تحتاج لسنوات لممارستها على اﻷرض في مسيرة حياتنا اليومية بدءاً من الحوار بيننا وإحترام اﻵخر ومروراً باﻹيمان بالمنظومة الحزبية والمدنية كمؤسسة ﻹحتضانها ووصولاً للبرامجية ومؤشرات اﻹنجاز. فهي ليست فزعة أو شكلية أو ديكور البتة.
5. إذا كنا جادين في بناء جيل يمارس الديمقراطية ويؤمن بها، وأجزم بأن ذلك موجود على اﻷقل عند رأس هرمنا جلالة الملك المعزز، فالمطلوب الجدية وتضافر الجهود أكثر في إعادة بناء هذا الجيل لممارسة الديمقراطية في الواقع بشكل يومي والسماع للشباب وتفعيل دورهم في صنع القرار بشكل يضمن هيكلية ومؤسسية وتشبيك وفعل لا قول أكثر لتكون ديمقراطيتنا كاملة لا منقوصة او مجتزأة.
6. لو ركزت الحكومة على تربية هذا الجيل على الحياة المدنية من خلال تضافر جهود كل المؤسسات ذات العلاقة لضمنا نجاح الحياة الحزبية وإفراز اﻷفضل للبرلمان، ولضمنا أيضاً نجاح العملية الديمقراطية برمتها.
بصراحة: الديمقراطية ليست ديكور ﻷحزاب مبنية على الشخصنة، لكنها ممارسة يومية تبدأ منذ ولادة الناشئة وتنمّى بالممارسة والحياة اليومية من خلال منظومة يشكل البرلمان المدرسي أحد أذرعها لغايات إنشاء جيل واعي وممارس ومتمكن بالمطلق للحياة الديمقراطية، ونحتاج لبناء جيل كامل للوصول لهذه الأهداف، فلنبدأ من القواعد واﻷعمدة لا من الجدران ﻹستكمال بناء بيتنا الديمقراطي.