عيون القلب سهرانة يافاطمة
عروبة الحباشنة
13-11-2019 03:48 PM
تُغني نجاة الصغيرة " عيون القلب " وكأنها كانت على علمٍ بإن المرأة الصابرة في معترك هذه الحياة ترى الحب والكفاح بعيون قلبها حينما تتخلى عن البصر مُقابل بصيرة حاذقة استخفت بزرقاء اليمامة حينما وجدت أن القلب يعتنق أسمى مظاهر النور بالحب والصبر والايمان والتمسك بالضنا الغالي!
فاطمة، من أين ابتدأ سرد روايتك المطعونة بشركاء توحدوا بجريمة زوجك " الجزار" قلبُك أولا ثم أهلك ثم المجتمع، أجل هذه ثلاثية الجريمة الموبوءة بالإشمئزاز والتقيؤ والتي لم تسبق ان حدثت حتى في أساطير الشعوب التي أُصيبت بخرافة تهويل الحكايا وتأليف الخيال وتضخيم القضايا!
يا فاطمة... لماذا تركتِ عيون قلبكِ تُضحي، لماذا قبلتِ العيش بجوار مُجرم سيقتل أطفالك بعدما تفرد بما أعطاك الله لتبصرين دُنياه، لا أعلم كيف ستتحمل ذاكرتك المشوهه آخر صوره وقصه لكِ بعوالمها، حتى أطفالك سيوبخون تضحيتك تلك، فقد خسروا بها أهم حدقات ستراهم بنجاحاتهم، بقبعة التخريج وشهادة النجاح، حتى رضيعتُك ستبكي كثيرا يوم زفافها فأنت أهم من تنتظر أن تراها بفستانها الأبيض!
في قصيدة لا تصالح يقول الشاعر امل دنقل...
أترى حينما أفقأ عينيك وأثبتُ جوهرتين مكانهما؟
هي أشياء لا تُشترى!
أتعلمين يا فاطمة ما هي الأشياء التي لا تُشترى، هي الكرامة هي التمرد على الذل والرضوخ البائس والعيش على حساب حرية الجسد وخُلوه من كدمات الجلاد، أتعلمين يا فاطمه أن جريمة صمتك أشد هولا من رحيل بصرك بين يدي السفاح زوجك!!!!!
يا نسوة الأرض، لا تنتظري أن تقتلك السنين في مرتع الذكورية المريضة تحت مسمى عش " الوحشيه" ولا عُرف القبيلة تحت مُسمى " ابنة الأصل" ، ها نحن نُخبر عيون قلبك أننا ننتفضُ حسرةً على حدقاتك الجميلات وعلى صمتكِ الكسير .... يا سيدتي
"عيون القلب سهرانه مابتنماشِ"!