عمون - يتطلع البلجيكي فيتال بوركلمانز المدير الفني للمنتخب الأردني، إلى إثبات نفسه وإقناع الجماهير بقدراته الفنية، من خلال اختبار حقيقي ينتظره عندما يلتقي أستراليا بعد غد الخميس، في الجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
ويوقن بوركلمانز أن الجماهير التي طالبته بالرحيل بعد مباراتي الكويت ونيبال في ظل تواصل الأداء الباهت، لن تتردد في إطلاق هتافات تطالب بذات الأمر مجدداً حال الإخفاق أمام أستراليا.
ولذلك، فإن مواجهة أستراليا تعتبر المحك الحقيقي الجديد لاختبار قدرات بوركلمانز وقد تشكل الفرصة الأخيرة بالنسبة له ليثبت جدارته وأحقيته في قيادة النشامى، لأن مزيداً من هدر النقاط في المباريات البيتية قد يعقّد من مهمة التأهل.
وسيكون بوركلمانز في هذه المباراة تحديدًا، مهتمًا باستعادة ثقة الجماهير بقدراته الفنية، بعدما انتقادته بسبب سوء قراءته لأوراق الخصم في المواجهات السابقة، وفشله في الإدارة الفنية، إلى جانب العشوائية في إجراء التبديلات.
*نقطة تفاؤل
قد يشعر بوركلمانز بشيء من التفاؤل هذه المرة، وبخاصة أنه سبق له قيادة منتخب الأردن إلى تحقيق الفوز على أستراليا في نهائيات آسيا التي أقيمت في الإمارات بداية العام الحالي وبهدف دون رد.
ولعل تفاؤل بوركلمانز ينبع كذلك من أن اللعب أمام المنتخبات الكبيرة التي تبادر نحو الهجوم بحثاً عن الفوز، أفضل من ملاقاة منتخبات تدافع وتبحث عن نتائج إيجابية.
وأثبت التجارب السابقة أن النشامى يجد صعوبة في مواجهة منتخبات تتساوى معه بالمستوى أو تقل، استنادًا لضعف القدرة على توظيف اللاعبين في مثل هذه المباريات التي تتطلب اعتماد المرونة التكتيكية، والأداء الجماعي، وعدم الاكتفاء بأسلوب لعب واحد.
وقد يجد بوركلمانز نفسه أكثر قدرة على توظيف اللاعبين في مواجهة أستراليا، لأن الأسلوب الذي سيستخدمه قد يكون تقليدياً، ويتثمل في العمل على الاستماتة الدفاعية للمحافظة على نظافة الشباك، والاعتماد على الهجمات المرتدة القائمة على المهارة والسرعة التي يمتاز بها البخيت والرواشدة والتعمري، وقد تثمر في إحراز هدف ينهي المباراة.
وفي حال نجح بوركلمانز في قيادة النشامى لتكرار الفوز، فإن الأصوات التي تطالب برحيله ستنخفض قليلاً وبخاصة أن النتيجة لو كانت مقرونة بالأداء المأمول.
كما أن الفوز على أستراليا، سيزيد من ثقة اللاعبين بمدربهم وبقدراتهم، وسيكون لذلك أثر إيجابي في تحسين جودة الأداء للمواجهات التي تلي لقاء الكانجرو.
*دعم معنوي
يتوقع أن تحتشد الجماهير الأردنية هذه المرة لمؤازرة النشامى باعتبارها تتفهم أهمية المباراة، التي تمثل مفترق طرق في تحديد مسيرة المنتخب في التصفيات.
ولأن الجماهير تعتبر جزءًا لا يتجزأ من منظومة الكرة الأردنية، فإن المسؤولية التي تقع عليها في هذه المباراة ستكون كبيرة، فالهتاف الإيجابي للاعبين والمدرب يلعب دوراً مهماً في تحفيزهم وزيادة دافعيتهم لتحقيق الفوز، لكن الخروج عن النص وبخاصة في حال تلقي هدف مبكر، قد يزيد الأمور تعقيداً، ويعجل بالخسارة.
وبمعنى أوضح، فإن الدعم الجماهيري يجب أن يكون للمدرب واللاعبين على حد سواء، فكلاهما يكمل الآخر، والتشجيع المحفز لا بد أن يتواصل حتى صافرة النهاية، سواء كان منتخب النشامى متقدماً بالنتيجة أو متأخراً.
* قبلة الحياة
فوز الأردن على أستراليا في نهائيات آسيا الأخيرة، ساهم في رفع أسهم المدرب فيتال بوركلمانز، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة استمراره.
بعد غد الخميس، سيعود بوركلمانز ليقود الأردن أمام ذات المنتخب، فهل تعود أسهمه للارتفاع مجددًا ويحدث التصالح بينه وبين جماهير الأردن، أم أن الأمور ستنقلب رأساً على عقب؟.(كورة)