معركة السموع 1966: اسقطت اتفاقية الدفاع العربي المشترك
د.بكر خازر المجالي
13-11-2019 09:31 AM
لا يمكن القول ان سبب الهجوم على بلدة السموع الى الجنوب الغربي من الخليل في 13 تشرين الثاني عام 1966 هو تعرض حافلة اسرائيلية للغم ومقتل اثنين او ثلاثة جنوب بلدة السموع.
ثم لا نستطيع ان نجد تفسيرا لتأخير ايصال اعتذار الملك الحسين طيب الله ثراه عن الحادث لمنع اية تطورات ،هذا الاعتذار بناء على طلب السفير الامريكي في الاردن الذي قدم ضمانات للاردن بان لا يكون هناك اي عمل عسكري ؟؟
لم تكن هناك بوادر لعمل عسكري ثم يظهر الرتل العسكري الاسرائيلي متجها الى السموع عبر قرية رافات وبجانب مخفر رجم المدفع والى الغرب من مخفر الاصيفر وجميعها متاخمة لخط هدنة عام 1948م؟
ولكن كانت حركة القوات المهاجمة هي حركة قوات لا تتوقع اية مقاومة ، ومهمتها كانت دخول بلدة السموع وتدمير منازل محددة سلفا ،ولكن كانت المفاجأة بوصول القوات الاردنية والاشتباك مع العدو في معركة حامية واستشهاد 13 جنديا اردنيا منهم الرائد محمد ضيف الله الهباهبة .
كتب المغفور له الملك الحسين عن معركة السموع في كتابه حربي مع اسرائيل ، وفي قراءة هذه المعركة ما يشير وكأن عملية السموع هي تمرين لغزو قادم يجري الاعداد له مستقبلا ، وكلمة الحسين يرحمه الله في السموع في ثاني يوم المعركة لها دلالتها وهو يقول : اليوم بدأت معركة احتلال القدس.
اثارت معركة السموع الرأي العام العربي والمحلي ،وسارت مظاهرات منددة بالعدوان وتطلب التعاون والتلاحم العربي فورا للاستعداد للقادم . ولكن للاسف كان عدوان السموع اختبارا لاتفاقية الدفاع العربي المشتركة التي لم يكن لها اي دور في هذا العدوان فسقطت هذه الاتفاقية مع الاختبار الاول .
الاسموع محطة تاريخية وحالة تكشف الكثير عن الخفايا ، وهي ضمن مخطط احتلال الضفة الغربية ،ولعل مقولة ان اسرائيل لن تتعرض للاردن لو لم يشترك في حرب 67 ،هذه المقولة مناورة تضليلية واهم هدف لعدوان حزيران 67 هو احتلال القدس والضفة الغربية وفرض امر واقع جديد على الاردن.
نتذكر ان دولة الكويت الشقيقة قد بادرت الى تقديم 400الف دينار كويتي لاعادة اعمار السموع ، عدا عن تبرعات مختلفة من دول عربية ومن المجتمع المحلي ، ولكن نحن في هذه الايام خاصة بحاجة الى اعادة اعمار انفسنا ، وفهم تاريخنا ،وتحصين هويتنا ووطنيتنا ،والتقدم الى الامام والمستقبل ينتظر من يسعى اليه.