عقد العطاء بين الشعب والملك
د. عدنان سعد الزعبي
12-11-2019 08:31 PM
صفق ممثلو الشعب وممثلو القوات المسلحة والاجهزة الامنية وابناء الوطن اجمع طويلا لمليكهم وهو يرسخ في اعلانه بانتهاء اتفاقية الباقورة والغمر الخاصة. معلنا ارادة الاردن وقوة شكيمته وكرامته التي لا تقبل المساومة او التردد او القسمة على اي رقم ما عدا الواحد ، فالله واحد ووطننا واحد ، وشعبنا واحد وارادتنا واحدة و لو كان كلفة ذلك ما نشاهده ونعانيه من ضغوطات ومحاولات تهديد وتحديات جسام .
الشعب الارني قرأ في عيني الملك جرأة الرجل الشجاع وصاحب الوسام الشريف الذي لا يساوم على اي شبر من ثرى هذا الوطن ، يصلي لله ويقبل تراب الباقورة وبواسله من حوله يرسمون لوحة الشرف التي لم ولن يتنازل عنها او يتخاذل بشأنها الشعار الوطني رغم كل ما سال من دماء زكية طاهرة وماشهدناه من اسافين وما اعتدناه من خداع ومحاولات النيل من موقفنا الاردني العربي الاصيل .
قرأ الاردنيون في كلمات الملك معنى التضحية ومعنى العزيمة ومعنى التفاؤل بمستقبل الوطن والذي مرده قناعته بالشعب وقدرته ووفائه وولائه للوطن , وقدرة ابناء هذا الشعب على تجاوز كل الظروف الصعبة التي طالما تعودنا عليها بسبب مواقنا العربية الشريفة التي ترفع من هامات الاردنيين وتزكيهم على غيرهم في المواقف النبيلة المملوءة بالتضحية ،الغزيرة بالتفاني والانسانية ، ويقرها القاصي والداني بقريرة نفسه ،حتى وإن منعته كبرياءه اعلانها بأعلى صوته.
كلمات الملك تغرس في كل مواطن اردني معنى الثقة بالنفس والتفاؤل بالمستقبل القادم , فالاجراءات الصعبة قد اضحت خلفنا وان مسيرة النهضة التي تضمنت تعزيز الاستثمار وفرصه , وتنمية المشاريع وتعزيز الاستثمار الداخلي والخارجي واقامة التعاونيات ودعم المشاريع الصغيرة , وتعزيز الرواتب والاجور للعاملين والمتقاعدين , وتعظيم كفاءة الادارة العامة , ورفع مستوى مشاركة القطاع الخاص كلها حلقات سيلمس المواطن نتائجها خلال اشهر . فالملك ما زال وسيقى يراهن على قدرة المواطن الاردني وانتمائه وابداعاته باعتباره القاعدة الرئيس في التنمية والتطوير .
خاصة وان الاردنيين تجاوزا الكثير من الصعاب والظروف والتحديات الاصعب ,حاملين راية الوطن خفاقة لا يهزها ريح ولا
تخفيها الجبال .
الملك الذي وضع نفسه كفيلا للوطن بأبنائه والراعي الذي سيره الله لخدمة هذا الشعب بعد ان نذره الحسين الباني رحمه الله ليخدم هذه الامة و حمل لواء الهاشميين في مسيرتها ، والتي تمر الان في احلك ايامها ولياليها ، انما يؤكد انه جزء من المسؤولية الوطنية التي يجب ان يتحملها كل فرد في الوطن وفي مثل هذا الظرف المتوحش الذي لا يرحم ولا يذر . فها هو الملك يؤكد على ان ابناء الوطن جميعا برعايته كما يرعى الاب اسرته , وانه يعي ويدرك مدى الالم الذي ينتاب الاباء والامهات تجاه مستقبل يأمنونه لقوت ابنائهم , ويدرك ايضا مدى القلق الي يحاسر نفوس الشباب الذين يريدون ايضا ان يطمئنوا على مستقبلهم انما رسالة تفاؤل وأمل واصرار يبعثها الملك للاباء والامهات والشباب وكل ابناء الوطن، فملامسة هموم الناس وقلقهم ومشاركتهم التوجه لمعالجة ذلك ضمن خارطة طريق يؤكد بها الملك العزيمة والارادة والكرامة التي صنعت من الموقف الاردني الثابت والصادق والمخلص بإستعادة الباقورة والغمر رغم الصفقات السياسية والاغراءات الدولية المتاحة للاردن لأن يعلبها كورقة ضاغطة يستطيع بها تحقيق مكاسب متنوعة ويلقن من حاول التلاعب بالقدر الاردني درسا لن ينساه التاريخ .
اربع عشرة دقيقة لخص فيها الملك ما يحتاجه السياسيون بسنة لوصف الواقع وترجمة علاجه . صفق الاردنيون للغمر والباقورة , واداموا التصفيق تعبيرا عن فخرهم واعتزازهم بهذا الموقف الاردني البطولي ، الذي رفض فيه الاردن طلب نتنياهو الاحتفال بذكرى توقيع الاتفاقية فكان الرفض الاردني "لا احد في اسرائيل يقبل ان يساء للاردن او للاتفاقية مع الاردن " اشارة لما فعلته حكومة نتنياهو من تهديدات ورعونات ومخططات .
خطاب الملك في العرش معاني ومفاهيم ودلالات راسخة اعادة الامل بالمسيرة التي يقودها الان الملك شخصيا بعد ان اوضح اطلالته على كل التفاصيل وعلى ما يدور في خلجات الناس , وسيقف كالسيف الذي يزيل كل من يسيء للوطن والمواطن .