تحدث جلالة الملك بشكل مباشر إلى كافة الأردنيين، في إفتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الثامن عشر من خلال منبر المجلس... مجلس الامة وأمام كل السلطات التشريعية والدستورية ووجه خطاباً تاريخياً ليس تذكيراً بالانجازات، إنما حديث لامس شغاف القلوب وعاطفة وجوارح كل أردني وكل أسرة أردنية بأنه خادم الوطن.
إذ من جديد ومن نفس المنبر كما قبل عشرون عاماً جدد سيدنا أبو الحسين العهد والحفاظ على الدستور كما جدد أبوته التاريخية على أسرته الأردنية الكبيرة ومسؤوليته الكاملة عن أبناء هذا الوطن في الداخل والخارج وأمام الرأي العالمي قائلاً في رقبتي الوطن بكامله، وهو يربط ما بين الشفافية والشجاعة والعمل والانجاز مجدداً.
جلالة الملك بصفته الدستورية ملك المملكة الأردنية الهاشمية أنه لن يتخلى عن الأبوة الإنسانية أيضاً بشجاعة لدعم القوات المسلحة الجيش العربي من خلال نهج ديمقراطي ... فقد تحدث إلى كل أردني بالأبوة الإنسانية التي تعزز ثقة الفرد بنفسه وارتباط الفرد بقائده .. جرعه جديدة من العنفوان بثها جلالته أمام العالم العربي والغربي حينما أطلقها مدوية أننا ألان نستعيد أراضينا من إسرائيل بإصرار بعد الوعود التي قطعها جلالته بداية هذا العام بأنها ستعود ذات سيادة أردنية حرة قبيل نهاية العام وسيستفيد منها المزارع الأردني والعامل والمواطن وهاهو يصدق أهله ويصدقنا القول والوعد ونحن إذ نحيي جلالته ونقول صدقت الوعد يا ملك القلوب..
كعادته جلالة الملك يتحدث بكل جوارحه وبجميع خطاباته الرسمية والشعبية عن دعم القضية الفلسطينية حيث مضى الأردن بثبات على مواقفه ولن يثني الأردن أي عائق من الاستعادة الكاملة للسيادة الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين حيث قطع دابر أي كلام أو شائعات تصدر من هنا أوهناك بان مواقفنا القومية ثابتة وراسخة نهجاً لا رجعة عنه وبالرغم من تنامي المخاطر والتهديدات يدعو جلالته من جديد المسيحيين والمسلمين في كل بقاع الأرض إلى تعزيز ودعم دور الأردن في الحفاظ عليها وعدم المساس بوضعها القانوني .
ولقد كان ذكر ملفي الباقورة والغمر في خطاب جلالة الملك بعد تاريخي ومؤطر بسياسات أنتهجها الأردن رغم كل الظروف التي مر بها في الداخل والخارج والمطلوب الآن أن توضع آليات لتنفيذ مضامين الخطاب وهذا يتطلب برنامج عمل سواء على البعد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
فاليوم تشتبك ايادٍ خبيرة مع ايادٍ جديدة شابة ومبادئ فكرية مختلفة تحمل في طياتها رغبة مجتمعية في التغيير الإيجابي، ولن تقبل بالعودة إلى الخلف مذكراً جلالته بأننا أمام كل الأزمات الاقتصادية والظروف التي تمر بها المنطقة بقينا مصرين على انجاز ملفات جريئة كإصلاحات دستورية واقتصادية لامسها كل بيت أردني .
وبدد جلالته مخاوف وشكوك البعض من الانجاز بالتساؤل إلى أين يمضي الأردن مجيباً بأنه إلى الإمام ودائما بعون الله إلى الأمام وكعهد الهاشميين الوفاء بالوفاء فقد حيّا جلالته حملة الشعار الأغلى على قلوبنا من نشامى القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي والأجهزة الأمنية عاملين ومتقاعدين الذين هم دوماً العنوان الأبرز في الإنجاز والنهضة وأن الأردن رغم التحديات لا يعرف المستحيل وان نهضة الأردن لا مكان فيها لأي مستسلم أو ذو سوداوية مثنياً على أن العمل للوطن هو إيمان به .
وعندما يوجه جلالته الحكومة لاتخاذ الإجراءات الجريئة فنحن الشباب إذ نشد على أيادي جلالته ونمد له أيادينا ونقول له كما انتم واثقون بشعبكم ومنه تستمدون العزم ونحن واثقون بكم سيدنا و بمستقبل بلدنا ما دمت قائدنا وملهمنا .. لننهض بالأردن ولتكون الأردن دوماً في طليعة الإبداع والريادة والانجاز في مختلف المجالات .
ونعاهدك يا سيدي بان نفدي الأردن بالمهج والأرواح وتبقى ويبقى الأردن عزيزاً منيعاً بسواعد أبنائه الشرفاء.