مطلوب حاضنات ثقافية وفكرية للشباب
أسماء سليمان الطويسي
11-11-2019 01:08 PM
لا شك أن الشباب يمثلون الشريحة الأكبر من بنية المجتمع الأردني.
وبالنظر إلى المستويات التعليمية التي بلغ منها الطموح وأكثر والمستويات الثقافية التي تؤكد وقوف غالبية هذه الفئة في وجه الأفكار المتطرفة والتي تعطي مؤشراً على متانة النسيج الفكري القائم على الرؤية الواضحة لديهم، وهذا ما يدفع باتجاه المحافظة على هذا المستوى وعدم التباطؤ في رفع مستويات الوعي بصورة أكبر تجابه أي مستجدات قد تحدث نتاج الانفتاح التكنولوجي.
وما يعزز ثبات الشباب هو تمتعهم بالأفق الواسع ومواصلة التقدم والمطالبة به، حيث يظهر الحماس والاندفاع لديهم والذي بدوره يحتاج الى تكاتف المؤسسات الوطنية ككل للاهتمام بتوفير الحاضنات التنموية فكرياً وثقافياً وتعليمياً، واتاحة الفرصة لترجمتها على أرض الواقع بالفرص التشغيلية والسير نحو توفير مشاريع تعطيهم الفرصة لبلورة أفكارهم بما ينعكس ايجاباً على المجتمع الأردني.
وما يعزز مأسسة برامج شبابية تفتح المجال للشباب الأردني لتفريغ طاقاته الفكرية وصقل خبراتهم مسيرة العمل والبناء هو ما نادى به ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني في شتى المحافل التي ركزت على دور الشباب في مواجهة الآفات المحيطة… من التطرف الفكري والتعصب والانخراط في الارهاب، والتي كان فيها صريحاً في توجيه رسالة إلى ضرورة " اعطاء الشباب الفرص التي يستحقونها وتعبر عنهم لترك بصمتهم الخاصة وهويتهم في دحر الفتن والتيارات الهدامة التي تؤرق مسيرتهم" .
وتتعدد النداءات التي تؤكد أهمية المضي في تطبيق التوجيهات الملكية السامية لإتاحة الفرصة للشباب فعلاً لا قولاً، بتبني أفكارهم وانضاجها لتكون ملموسة الأثر قابلة للتطبيق، لأنهم الأقدر على تشخيص طرائق الوقاية من آفات المجتمع وتحديداً التطرف الذي بات يطرق كل باب، وبتوفير الفكر القائم على القيم الثابتة المستمزجة من الثقافة الإسلامية والمجتمعية والأسس الانسانية التي تخلو من الطائفية والعنصرية والمناطقية والتحيز المطلق للمصلحة الوطنية العليا.
حيث يتميز المجتمع الأردني بنظره إلى الثوابت والحريات والتعدديات الفئوية بنظرة انسانية يسودها الاحترام ويجمع على انسانية الأفراد وحقهم في ضمان حقوقهم وحرياتهم وممارسة طقوسهم دون تطرف أو ما يعكر صفو الحياة بصورة عامة.
وهنا ينبغي استغلال مقومات المجتمع الأردني لتوجيه رسائل للعالم أجمع تؤكد صلابة مكونات المجتمع واتحادها للوقوف في وجه المخربين والخوارج، بإتاحة الدعم للمؤسسات التي تعنى بالشباب وبناء برامج خدمية وتوعوية تقدم أولويات الشباب في الحفاظ على مجتمعهم وابراز دورهم، وهذا لن يتأتى إلا بالمبادرة الجادة والنهج القويم الذي يجعلهم عنصراً فعالاً، ونشهد الآن برامج تؤديها وزارة الشباب وهو ما سيعزز هذا الأمر انخراط الشباب في الخطط الثقافية التنموية لابراز الثقافة من خلال الشباب إلى جانب الفئات الأخرى. ولا يغيب عن المشهد التأكيد على اتاحة الفرص لظهور الابداعات الشبابية المكتنزة في شتى محافظات المملكة للمشاركة في البرامج والمسرحيات التي تقدم العبرة والفكرة لأبناء جنسهم، من خلال مديريات الثقافة والشباب
وهو فرصة لاظهار وتقديم المبدعين وأصحاب القدرات الفنية والمسرحية ومن يمتلكون المهارة، لكوننا نعلم أن بعض المواهب تنشأ مع التربية وطبيعة المجتمع.