* مقدمة:

-تعنى الدراسات المستقبلية بوضع (احتمالات محتملة) الحدوث، مبينة على المتغيرات المتوقفة لرسم صورة مستقبلية... محتملة أيضاً. وتستند هذه الدراسات إلى قاعدة صلبة من البيانات العلمية الدقيقة والشاملة والتي تخضع للمحاكمة العقلية لاستشراف إحداث المستقبل.

- أصبحت هذه الدراسات ضرورة حتمية للمجتمعات المعاصرة للاسترشاد أو الاستنارة بها والإفادة منها في رسم الصورة المستقبلية المحتملة لجانب محدد أو لجوانب مجتمعية متعددة... ويطلق عليها (السيناريوهات) وتنشط مراكز البحوث والدراسات المستقبلية بهذه الدراسات، وبأساليب وطرق ومنهجية علمية ومعتمدة لتشخيص قضايا وتحديات تواجه المجتمعات المعاصرة... وتعنى معظم هذه المراكز باستشراف القضايا والتحديات المتوقفة للعام الجديد على مستوى عالمي أو إقليمي.

*تحديات عالمية لعام (2020):

توصلت مراكز عديدة إلى وضع مجموعات من القضايا والتحديات لعام (2020م)... وقد اشتملت تلك المجموعات من القضايا والتحديات على قائمة طويلة، وهو أمر طبيعي حسب الجوانب التي ركزت عليها مختلف الدراسات، وثمة قائمة قصيرة تشمل خمس قضايا أو خمسة تحديات عالمية تواجه المجتمعات المعاصرة لعام (2020) وهي ذات إبعاد وطنية وإقليمية تشترك مجتمعاتها في التعرّض لها أو التعامل معها:

*الهوية القومية / الوطنية: والتي اتضحت بنجاح (اليمين) في مناطق متعددة من العالم، فتبدو المجتمعات المعاصرة وكأنها تسير نحو انحسار مفهوم التعددية الذي تتسم به المجتمعات الأكثر مدنية وتعايشا فيما بين مكوناتها الاجتماعية.

*الديموقراطية التشاركية: والتي أخذت تنمو ببطء يتطلب التفعيل المجتمعي لتعظيم انغماس المواطن وتفاعله مع منظمات المجتمع المدني لتفعيل دوره ومشاركته في آلية صنع القرار وفي نشر الوعي (الديموقراطي التشاركي) في المجتمعات المعاصرة.

*الانترنت والمجتمع: حيث أصبح العالم أعظم استخداماً (للانترنت يصل إلى معدل (24×7 أيام)، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ناقلاً فعّالا للبيوت لتنوع للإخبار والإحداث والآراء التقليدية والتنويرية وآراء التطرّف، والتزييف... واللجوء إلى حجب المعلومات أو قطعها في ظاهرة تتنافى مع حق الوصول إلى المعلومات...

* الهجرة والمناخ: حيث تؤثر أزمة المناخ في ازدياد الفقر، ونقص الغذاء والمياه، وتزيد أزمة الطاقة،عالمياً، أكثر حدّة... ويصاحب هذا الوضع ارتفاع نسبة الهجرة، بما تحمله من آلام إنسانية عميقة... هذا بالإضافة إلى تراجع النشاط الزراعي، وخطورة انقراض بعض النباتات والحيوانات... والاتجاه البشري نحو العيش في المناطق الحضرية.
(وللعلم، فقد كانت كلمة العام (2019) لقاموس (كولتر) هي (Climate. Strike) أي إضراب المناخ.

*خطورة البلاستيك... حيث تشكل ظاهرة انتشار استخدام (البلاستيك) عبئا ثقيلاً على المجتمع البشري بما تحمله هذه الظاهرة من تلوث بيئي، جواً وبراً وبحراً: فالمحيطات تتلقى سنوياً حوالي (8) ثمانية ملايين طن من البلاستيك، وثمة (83%) من المياه المستخدمة للشرب تحتوي على نسبة من البلاستيك فيما لا يتم إعادة تدوير البلاستيك بأكثر من (14%) من المستخدم من البلاستيك.

* وأخيراً....
هذه أهم خمس تحديات أمام (2020) عالمياً ومحلياً... فكل منهما ذات بعدين... عالمي ومحلي... وكل منها تعتمد أو تتطلب اهتماماً وطنياً وإجراء عملياً فعالاً وهذه بعض فوائد الدراسات المستقبلية للمجتمعات.

الدستور