شَيبٌ بَعْدَ (لا قَدّر الله) فَقَط
د.يوسف صفوري
10-11-2019 06:55 PM
كم كُنتُ طفلاً في رِحاب الطفولة لِزاماً ..
أشُقّ الجَيبَ من الشقاوة عَفَوياً
فجَيب البِنطال المُمزق يَشهد
و جَيب بِنطال الوالدين يُنفق
أشُقّ التراب بمجرفةٍ بلاستيكيّة
و البِنطال ما فوق الرّكبة يَتهتك !
أُضيفُ الماء لصنع جَبْلة طِينيّة
و كل الثياب بِفَوضى اللعب تتلوث !
و بعد انقضاء بُرهة زمنيّة
أَدخل البيت ل أتهزّأ
من دمار شامل لهيأتي !
و تلك الأم تتعذّب
من ثيابٍ تَصلُح للغسيل !
و من أخرى إلى المَكَب !
و بعد حمّامٍ بلمسة يديها
ذهبتُ إلى الفِراش لأتمدّد ..
طغى النوم بسحرها على ذلك الطفل
لأستيقظ بسحر آخر قد قضى على رحاب الطفولة !
و إذا بالطفل قد شَب !
كم كُنت طفلاً في رحاب الشباب
فالعقل لا زال بلا رُشْد
و حُجّتي أمام أمي أَنْ كُنتُ طفلاً
و الآن... ما الحجة يا هذا؟
كم كُنت أتمنّى السؤال مِن أمٍّ صبرها لا يَنفذ
لأعلَم أنني طفلٌ في رحاب رحمتها
بلا كللٍ أو مللٍ أو تَعَب
طفلٌ حتى مماتها
و بعدَ (لا قَدّر الله) سَتَرى الشّيب قد غزى رحاب العمر
شيب العقول وشيب القلوب
وشيب كل الجسد.