الحكومة والبرنامج السياسي المقبل
سميح المعايطة
01-12-2009 03:32 AM
أصبح واضحا لكل متابع أن مهمات المرحلة المقبلة صعبة ومهمة، فهي مهمة لانها تستهدف إعادة الثقة لدى الاردنيين في مؤسسات مهمة ودستورية أهمها مجلس النواب. والأمر الآخر إزالة الصورة السلبية التي لحقت بالدولة خارجيا وداخليا نتيجة الإدارة السياسية غير السوية والتي ثبت أنها ليست مصلحة وطنية بل حسابات أشخاص دفع الوطن ثمنا باهظا لها.
ويمكن تلخيص المهمات المقبلة بالآتي :
1ـ تعديل قانون الانتخابات، وهي مهمة تحتاج إلى قدرات وافق سياسي وخبرة تراعي مصالح الدولة العليا وتعمل على رفع مستوى التشريع بما يكفل رفع مستوى مجلس النواب.
2ـ إجراء انتخابات نيابية تمحو صورة التجربة الماضية وتجعلنا نشعر أنها تجربة عارضة وليست نهجا، وتجسد التوجيهات الملكية وتساهم في إنقاذ صورة مؤسسة النواب، وتعالج كل السلبيات وتجاوز القانون الذي كان من كل الأطراف.
3ـ إقناع الأردنيين أننا على أبواب مرحلة سياسية جديدة وإيجابية، وامتلاك خطاب مقنع وقدرة على التواصل مع الاردنيين وإدارة حوارات سياسية ووطنية مع كل الفعاليات في كل المجالات.
4ـ إنجاز تشريعات اللامركزية وبناء الهيكل الإداري والقانوني وإجراء الانتخابات لمجالس المحافظات وتجسيد الفكرة عمليا وإدارة كل هذا بكفاءة سياسية وإدارية.
5ـ وعلى صعيد مشروع اللامركزية فإنها كتجربة أولى فان تحويلها من ورق إلى كوادر وهيئاتإ دارية وقانونية ومالية يستدعي استعدادا وقدرات حكومية كبيرة، لأن الفشل يعني الكثير وبخاصة أن هذا المشروع هو الخيار البديل لفكرة الأقاليم.
6ـ أما الملف الاقتصادي المهم فإنه يحتاج إلى قدرات تتجاوز " كتابة " الموازنة والهروب من وضع الخطط الاقتصادية إلى تعليمات إدارية، فالمطلوب قدرة وكفاءة اقتصادية وقدرة على إقناع الاردنيين أن صبرهم على أنفسهم يقابله من الحكومة قدرة على بذل كل ماعليها وليس كل ما تقدمه قدراته حتى وإن كانت متواضعة.
وكما كنا واضحين في تقييم ما كان عليه مجلس النواب فإن الموضوعية تقتضي القول إن الحكومة التي أخذت عامين من الفرص ليست مؤهلة لكل هذا، بل إن القناعة أنها جزء من المشكلة وليس الحل، وان تجاربنا معها في قضايا بسيطة أثبتت أنها تغرق أحيانا في ملف صغير وتحوله إلى أزمة والأمثلة عديدة في تلوث المياه وعطش أهل الطيبة وأحداث عجلون وحي الطفايلة والأهم الملف الاقتصادي.
الحكومة لاتتحدث للأردنيين وهم لم يسمعوا الرئيس في حوار إعلامي منذ أن جاء والتواصل الميداني مفقود، والتعديل لم يقدم أداء نوعيا بل أضعف الحكومة في بعض مفاصلها، وعلاقتها مع القوى السياسية ليس فيها مشكلات لكن السبب هو أنها لم تدخل في أي ملف سياسي داخلي مهم، وهذا الهدوء ليس دليل عافية بل محصلة هروب من واجبات.
المرحلة المقبلة ذات مهام كبيرة ومرتبطة بجوهر علاقة الأردنيين بدولتهم.وابسط عوامل النجاح ان تكون قيادتها من حكومة قوية وقادرة وكفؤة وليست ذات تجارب غير ايجابية في أذهان الناس.
الغد