سَألْتُها : ماذا تقْرأين.... ؟
فأّجابتْ بِلُطفٍ و أدَبٍ و مَحَبّة : عِلْم التّشريح ! واسْتَطْرَدَت و قالت : "أَنَتُمي"
أحْسَسْتُ بالكَلِمة تُشَرِّحُني و تَدْخُلُ في كُلِّ جُزءِ من لَحمي و دَمي
سأشتري اليوم كتاب الاَنَتُمي , ليس لأقرأهُ , فقط من أجل أن أضَعَهُ على قَلبي وأُعانِقَهُ بِكُلِّ حُبٍّ و شَوْقٍ ...وأُهْديهِ حُبّي و مَحَبّتي
و لَعَلّ كِتاب الأنَتُمي يا أصدقائي سَيَكونُ بِداية قِصّتي !!......
لحظة يا أصدقائي ما تروحو لبعيد !
أصلاً القِصّة كانت بدايتها مع إبراهيم طوقان لمّا كَتَب عن بِيضِ الحَمائم و ردّدَ سَجْعَهُنّهُ
و أنا أُرَدّدُ اليوم مع إبراهيم مَرّةً أُخرى في فَضاء الحياة الواسع المُمْتد وأقولُ :
أنّهُنَّهْ
"رمز الوَداعةِ و السّلامة مُنذُ بدءِ الخَلْقِ هُنَّهُ"
و القصّة بدأت أيضاً مع إبراهيم عندما كتبَ في نفسِ القَصيدة عن ملائكة الحياةِ الحَقيقِيّن من حولنا و الّذين هُم مُثلنا
من لَحْمِنا و دَمنا... ملائكة الخير و الرّحمة الّذين يَعملون و يَتَكَلّمون من أجل الخير و الحُبّ و العدْل في كُلِّ وقت و حين... أخبرنا إبراهيم في قَصيدتِه عن مِثال لِملائكة الحياةِ الحَقيقِيّن : "المُحسِنات إلى المَريض", و اللّاتي غَدَونَ أشباهً للحمائِم المُحِبّة المُسالِمة .. و قال لنا أنّ :
"المُحْسِناتُ إلى المَريض غَدَوْن أشباهً لَهُنّ"
وَقِصّة الأَنَتُمي المُحِبّة بَدَأت أيضاً مع إبراهيم المُحبِّ عندَما كَتَب عن "غَريرةِ المَكْتَبة", و الّتي شاهدَها جالِسةً في المَكتَبة تَقرأُ و بِجَمالِها مُتَنَقِّبة...... شَاهدْتُها أنا ! مع إبراهيم فَشَهِدتُ مَعَهُ أنّ قِصّة الحُبِّ والحياة و الجَمال مُذهِلة... أحَبّها إبراهيم و أحبّ روحَها الجَميلة الهادِئة و أرسَلَ أشواقهُ إليها و إلى كُلِّ معاني الجمال بِقَصيدةٍ فريدةٍ مهذّبة.. و أحبّ لو أنّها عانقتهُ كما عانقتْ كتابها , و قال مُعْلِناً حُبّهُ المُحِبُّ لها و لجمال روحها
" يا ليْتَ حظَّ كِتابها لِضُلوعِيَ المُتَلَهِبة"
هيا بنا يا أصدقائي اذاً الى المكتبة لنقرأَ و نتعلّم و نُحبّ الحياة و الجمال ونبحثُ عن كُلِّ عِلُمٍ و شيْءٍ جَميل و لعلّنا نجدُ أيضا خلال بحثنا في المكتبة : كُتُبَ الشّوْق المَنْسِيّة و قصائد الحُبِّ الهاربة.. لتُصبِحَ في حياتنا هذه القصائد هي قصائد الحب العائدة