facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




والضحى والليل إذا سجى


شحاده أبو بقر
09-11-2019 08:17 AM

في ظلال ذكرى مولد أشرف الخلق سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يكتب الكثيرون حول العالم الإسلامي عن عظمة الذكرى في إنتشال مئات الملايين من العرب والعجم عبر العالم من ظلام الجهل والضياع والكفر ، إلى نور الهداية والإيمان ، لنتحدث اليوم عن مليار ونصف المليار مسلم في شتى أصقاع المعمورة .

وبهذه المناسبة الاعظم التي لا تتقدم عليها مناسبة ، آثرت أن أستحضر السورة المكية الكريمة التي يخاطب الله جل جلاله فيها رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، بعد فترة زمنية فتر فيها الوحي ، ليبدأ كفار مكة في حينه بالتندر قائلين ما معناه ، إن رب محمد قلاه ، أي تخلى عنه ، والعياذ بالله .

هي سورة معبرة جدا تحمل في كل كلمة وكل حرف منها ، أعظم العبر والدروس ليس لزماننا هذا وحسب ، بل ولكل زمان وحتى قيام الساعة لمن في وجدانه حيّز لإعتبار وتعلم وتفكر .

يقسم الله الذي لا إله إلا هو سبحانه ، بالضحى والليل إذا سجى ، قائلا لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن لا فراق يا محمد ، وبأن الحياة الآخرة الخالدة خير لك من هذه الدنيا الفانية الغرور ، ويذكر رسوله الكريم بقوله جل جلاله : ألم يجدك الله يتيما فآواك ، وضاغطا فهداك ، وعائلا فأغناك . ثم يأتي التوجيه الرباني العظيم لرسوله العظيم ، فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر ، وأما بنعمة ربك فحدث .

سبحان الله ما أعظم شأنه جل جلاله ، وهو شأن يستحيل على كل عقل بشري تخيل مدى عظمته ، فهو شأن فوق مستوى قدرات كل العقول على التخيل والتصور وحتى التوقع ، وسبحان الله جل في علاه ، إذ يقدم درسا ربانيا بليغا عظيما لنا نحن البشر ، مضمونه أن الدنيا وبرغم ما أوجد فيها من من مكنون عظمة خلقه ، لا تساوي شيئا يذكر قياسا بالدار الآخرة ، وانه سبحانه هو الراعي لعباده أيتاما وغير أيتام ، وهو الهادي لمن خلق بعد تيه وضلال ، وهو العائل لخلقه كافة ، وهو وحده الجدير بأن يحمد ويشكر على كريم نعمائه وعظيم فضله على سائر عباده ومخلوقاته .

صلى الله عليك وسلم تسليما كثيرا يا سيدنا ونبينا المصطفى ، فنحن في ظلال ذكرى مولدك العظيمة ، نتوجه إلى الله خاشعين مبتهلين متضرعين سائلينه سبحانه وتعالى ، أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ومعاصينا ، وأن يطهر قلوبنا من كل دنس وغل وحقد وضغينة وطمع وجشع وفساد وتكالب على الدنيا وزينتها ، وأن يجعلنا من عباده الصالحين المحسنين الذين يحظون برضاه جل جلاه ، وهل يضيرنا بعد ذلك أن يرضى عنا ومنا عبد مهما علا شأنه في هذه الدنيا التي لا تعدل عنده سبحانه جناح بعوضة ! ، أختم بالصلاة والسلام على محمد الرحمة المهداة للبشرية كلها في كل زمان ومكان ، والله من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :