ثورة بيضاء وأُنموذج مقترح
أ. د. مجلي محيلان
07-11-2019 12:48 AM
الثورة البيضاء هي سلسلة من الإصلاحات في مجال ما، وبمراجعتي لأدبياتها عالميا ومحليا خلَصتُ إلى أن الثورة البيضاء تقتضي التغيير السلمي والإيجابي ضمن دستور الدولة.
واليابان من أمثلة الثورات البيضاء الناصعة؛ ففي مطلع القرن العشرين تحولت الى دولة حديثة سلميا بكثير من الجد والتصميم، معتمدة على ابتعاث اليابانيين واستقبال الخبراء من أوروبا وأميركا.
أردنيا طلب جلالة الملك بأكثر من كتاب تكليف سامٍ ومن عدد من الحكومات انتهاج أسلوب الثورة البيضاء. فكتب الكثير داعمين لهذا النهج، ولكن لا بدّ من الانتقال من فعل الكتابة والدعم والتأييد إلى فعل التجربة والتنفيذ.
والرأي المطروح هنا أن تلتزم مؤسسة أردنية - ولنقل أحدى الجامعات - وبتجربة عملية بفكر الثورة البيضاء؛ لتكون أنموذجا يحتذى به، ومن أساسيات هذه الثورة.
أولا- القيادة القدوة والالتزام بالتغييرالفوري الموضوعي والإيجابي؛ وبذلك يقلدها بقية العاملين في المؤسسة.
ثانيا - التقشف في الإنفاق الترفي وبشكل مستعجل.
ثالثا - الابتعاث الداخلي والخارجي الجماعي والمتبادل مع مؤسسات ناجحة ومميزة وبإجراءات ميسرة وسريعة.
رابعا - الالتزام بالعمل الجماعي وقبول الآخر، والقيام بالإجراءات التصحيحية المستعجلة.
خامسا - أشراك ديوان المحاسبة وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد في عمليات المراقبة والتقييم الآنية.
سادسا - المبادرة بالتعاون التشاركي والتكاملي مع القطاع الخاص.
سابعا - بدء برامج تنفيذيية زمنية والالتزام بها.
ثامنا - اعتماد مؤشرات أداء للتقييم والتصحيح وبفترات زمنية متقاربة, كزيادة الدخل وانخفاض المديونية ورضا العاملين وعمل الخريجين وتحسن الاعتماد المحلي والعالمي.
وعليه فالقواسم المشتركة لكل ما ذكر هو :
• البدء الفوري.
• سرعة التنفيذ.
• الالتزام بالجدول الزمني.
• العمل المتواصل.
• التعاون مع الشركاء.
• الالترام بالدستور.
هذه القواسم المشتركة هي التي تعطي بعد الثورة البيضاء؛ بها تبدأ عجلة الإصلاح، تدور بسرعة وبتسارع؛ فتنجح وتكون أنموذجا يحتذى، ويحمل ألويتها الآخرون سائرين على خطاها.
* أستاذ - كلية الطب - الجامعة الاردنية
الرأي