عن الميثاق الوطني الأردني 1928
محمد يونس العبادي
05-11-2019 11:41 AM
عناوين عدة عبرت عنها الحركة الوطنية الأردنية في وقتٍ باكرٍ، من تاريخ تأسيس البلاد، وشكلت هذه العناوين رافداً لبناء الوعي الأردني وبقيت المحرك لوجدانه وعقله.
وقراءة وثائقنا الأولى، وما تحمله من هذه العناوين يشرح الوطنية الأردنية وكيف تأسست وتشكل وجدانها وعقلها الجمعي.
فالميثاق الوطني الصادر عام 1928م، والذي كان الدافع من وراء إصداره رفض المعاهدة الأردنية البريطانية حمل مطالباتٍ ومفردات أسهمت في تشكيل الشخصية الوطنية الأردني المتزنة، التي رفدت الفكر الوطني.
والميثاق الوطني وضعه ممثلون وشخصيات أردنية التئمت في عمان في الخامس والعشرين من تموز عام 1928م، ووضعت بنوداً عديدة ارتبطت بالأردن وتشكيله آنذاك وبمكالب عروبية.
وأكد واضعوا الميثاق على ولائهم لمؤسس البلاد الأمير عبدالله بن الحسين (آنذاك) ولأعقابه من بعده.
وحددوا في مطالبهم تعريفاً للإنتداب هوأن يقتصر على المساعدة الفنية النزيهة المحددة بموجب اتفاق أو معاهدة تعقد بين شرقي الأردن وبريطانيا وعلى أساس الحقوق المتقابلة والمنافع المتبادلة دون أن يمس ذلك بالسيادة القومية.
وباكراً، عبر الأردنيون من خلال هذا الميثاق عن رفضهم لوعد بلفور وما جاء فيه، إذ تقول المادة الرابعة من الميثاق "تعتبر شرقي الأردن وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين مخالف لعهود بريطانيا ووعودها الرسمية للعرب وتصرفاً مضاداً للشرائع الدينية والمدنية في العالم".
ويعود الميثاق بعد ذلك وفي مادته الخامسة لحال البلاد الناشئة آنذاك، معبراً عن رفضه لإجراء أول انتخابات كان يجري التحضير لها، وذلك لأنها كانت على غير قواعد التمثيل الصحيح وعلى أساس عدم المسؤولية للحكومة أمام مجلس النواب إذ كان أعضاء الحكومة أعضاء في مجلس النواب (التشريعي) ولهم نفس الحقوق، بل كان يرأسه رئيس النظار آنذاك أي رئيس الحكومة.
وطالب الميثاق بأن "تقوم إدارة دستورية برئاسة سمو الأمير صاحب الإمارة الشرعي " ورأى الميثاق في الإعانة البريطانية التي تدفعها الحكومة البريطانية نفقات لخطوط اتصالاتها ولتحقيق غاياتها الامبراطورية ولم يعترف الميثاق بكل قرض مالي قبل تشكيل المجلس النيابي.
إن الهموم التي حملها الميثاق الوطني والذي مثل نفساً وطنياً، وصاغها على شكل بنودٍ في متنه.. شكلت الكثير من الأردن، وما يستحق الوقوف أمامه وقراءته أن أعضاء في المجلس التشريعي الأول عارضوا الاتفاقية الأردنية البريطانية والتي كانت العنوان العريض لمعيار المعارضة من عدمها آنذاك..!
وما بين الماضي البعيد والحاضر يشرح التاريخ الكثير من وطنية الأردنيين ووعيهم وبوقت باكر .