إلى أين تسيرين أيتها المرأة الأردنية العربية الفلسطينية الحرة هبة اللبدي والعالم كله ينظر إليك محدقاً إلى ما فيك من رائحة الحرية مجذوباً بالقوة الخفية الكامنة في روحك أنظري إلى وهم وبطش الاحتلال الإسرائيلي لعلي أرى في عينيك أسرار صدرك وأفهم ويفهم العالم مخبأت نفسك.
قفي قليلاً واصمدي أيتها المرأة الحرة فقد بلغنا ملتقى السبل حيث يعانق الموت الحياة. فقد سمع العالم صدى صوتك حراً يتنقل بين عواصم العالم التي تبنيها الشمس عند الأصيل وتهدمها قبل الغروب.
فقد أصبح صدى صوتك الذي كسر القيود استرجع القوى فماذا تريدين أن يفعل شعوب العالم الحر؟ وعلى أي طريق تريدين أن يسير؟ قد استرددت حرية شعبك فهل ترضين بنا رفيقاً حراً يحدق إلى وجه الشمس بأجفان جامدة ويقبض على النار بأصابع غير مرتعشة وهل ترتاحين أيتها السيدة الحرة إلى ميول قضاء احتلال منفصل عن الواقع.
يرتعش أمام العاصفة ولا يستسلم ويشتعل ولكنه لا يذوب. وهل ترضين بنا صاحباً أيتها الحرة. لا يستعبد ولا يُستعبد؟ لقد شاهدك العالم صوتاً وصورة أيتها الحرة وأنت تنادي العالم فلم يهبوا من رقادهم وتبكي السيدة الحرة على ذلهم وانكسارهم ودموعها تجري صافية كالبلور ولكنها لم تغسل أدرانهم الكثيفة بل أزالت الغشاء عن عينيها ولا بللت صدورهم المتحجرة والشعب يضحك من أوجاع الاحتلال والضحك رعود قاصفة تجيء قبل العاصفة ولا تأتي بعدها.
لقد أرتكم يا صناع السياسة في إسرائيل هذه الحرة الفلسطينية أشباح وجوهكم في مياه الأبيض والأحمر. فانظروا ما أقبح قراراتكم وملامحكم فقد جعل الخوف شعور رؤوسكم كالرماد وقبّل الموت شفاهكم فأمست صفراء كأوراق الخريف.
أن أرواحكم يا صناع السياسة في إسرائيل تنتفض من صدى صوت المرأة الحرة الفلسطينية فماذا ترجون من وقوفكم أمام وجه الشمس؟ أن صوتها جعلكم شيوخاً عاجزين ثم صغرت رؤوسكم وتقلصت جلودكم فصرتم بلا قضاء ولا شرعيه.
أنها سيدة أردنية فلسطينية حرة تصرخ وتبكي ودموعها تنسكب في قلب الحياة مثلما يتساقط الندى في أجفان الليل في كبد الصباح.
هكذا صرخت سيدة الحرية الأردنية الفلسطينية قم يا شعبي وسر مع الفجر فالليل قد مضى ومخاوف الليل قد اضمحلت مع أحلامه السوداء قم يا شعبي وأرفع صوتك فمن لم يشارك بالتغيير كان من أبناء الظلام وسيبقى صوتك يا سيدة الحرية ينتصب كالأبراج أمام الزوبعة ويقف بوجه الاحتلال الظالم تتلقى الرصاص بصدرها لا بظهرها أن عذاب النفس يا سيدة الحرية بثباتها أمام المصاعب وظلم القضاء الإسرائيلي لهو أشرف من تقهقرها في نفق الاحتلال المظلم.
خفف عنك أيها القضاء الإسرائيلي الأسير فلست في سجنك أشد بلاءً من هذه السيدة الحرة التي اسهبت بالحوار أمامك ولكن هو القلب المخلوع عن عرشه يتعّزى بالرؤساء المخلوعين.